الخميس، 29 ديسمبر 2016

تبيــان المناهج في شرح احاديث الخوارج !


حديث ”الخوارج“ أشهره حديث رواه أبو داود وله شواهد في الصحيحين : ((عن أبي سعيد الخدري مرفوعا ، وأنس بن مالك رضي الله عنهما ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم, قال : ” سيكون في أمتي اختلاف و فرقه ؛ قوم يحسنونَ القيلَ ، ويسيئون الفعلَ ، يقرؤونَ القرآن لا يجاوز تراقيهم ، يمرقون من الدين مروق السهم من الرّميّة ، لا يرجعون حتى يرتد على فُوقِهِ ؛ هم شر الخلق والخليقةِ ، طُوبى لمن قتلهم وقتلوه ، يدعون إلى كتاب الله وليسوا منه في شيء ، من قاتلهم كان أولى بالله منهم “. وهذه زيادة في رواية ابي داود : قالوا : يا رسول الله ! ما سيماهم ؟ قال : ”التحليق“)) - وأراه تحليق اللحى والرأس كما هي سنة جيوش الطواغيت اليوم ! * وفي رواية عند مسلم: عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- إذا حدَّثتُكم عن رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- ، فلأن أَخِرَّ من السماءِ أحبُّ إليَّ من أن أقولَ عليه ما لم يقُلْ . وإذا حدَّثتُكم فيما بيني وبينكم فإنَّ الحربَ خَدعةٌ .. سمعتُ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يقول: ”سيخرجُ في أخرِ الزمانِ قومٌ أحداثُ الأسنانِ ، سُفهاءُ الأحلامِ ، يقولون من خيرِ قولِ البريَّةِ . يقرؤون القرآنَ لا يجاوزُ حناجرَهم . يمرُقون من الدِّينِ كما يمرقُ السَّهمُ من الرَّميَّةِ ، فإذا لقيتُموه فاقتُلوهم . فإنَّ في قتلِهم أجرًا لمن قتلهم عند اللهِ يومَ القيامةِ“ . * وفي رواية عند مسلم: عن زيدُ بنُ وهبٍ الجُهَنيُّ أنه كان في الجيشِ الذين كانوا مع عليٍّ -رضي اللهُ عنه- . الذين ساروا إلى الخوارجِ . فقال عليٌّ -رضي اللهُ عنه- : أيها الناسُ ! إني سمعتُ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يقول ”يخرج قومٌ من أُمَّتي يقرؤون القرآنَ . ليس قراءتُكم إلى قراءتِهم بشيءٍ . ولا صلاتُكم إلى صلاتِهم بشيءٍ . ولا صيامُكم إلى صيامِهم بشيءٍ . يقرؤون القرآنَ . يحسبون أنه لهم وهو عليهم . لا تجاوزُ صلاتُهم تراقيهم . يمرُقون من الإسلامِ كما يمرُقُ السَّهمُ من الرَّميَّةِ“ . لو يعلمُ الجيشُ الذي يصيبونهم ، ما قُضِيَ لهم على لسانِ نبيِّهم -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ -، لاتَّكلوا عن العملِ . وآيةُ ذلك أنَّ فيهم رجلًا له عَضُدٌ ، وليس له ذراعٌ . على رأسِ عضدُه مثلُ حلَمَةِ الثَّديِ . عليه شعراتٌ بِيضٌ . أفتذهبون إلى معاويةَ وأهلِ الشامِ وتتركون هؤلاء يخلفونَكم في ذراريكم وأموالِكم ؟! واللهِ ! إني لَأرجو أن يكونوا هؤلاءِ القومِ . فإنهم قد سفَكوا الدَّمَ الحرامَ . وأغاروا في سَرحِ الناسِ . فسيروا على اسمِ اللهِ . قال سلمةُ بنُ كهيلٍ : فنزَّلني زيدُ بنُ وهبٍ منزلًا . حتى قال : مرَرْنا على قنطرةٍ . فلما التَقَيْنا وعلى الخوارجِ يومئذٍ عبدُ اللهِ بنُ وهبٍ الراسبيُّ . فقال لهم : ألقُوا الرِّماحَ . وسُلُّوا سيوفَكم من جفونِها فإني أخاف أن يُناشدوكم كما ناشدوكم يومَ حَروراءَ . فرجعوا فوحَّشوا برماحِهم . وسلُّوا السيوفَ . وشجرهم الناسُ برماحِهم . قال : وقُتِل بعضُهم على بعضٍ . وما أُصيب من الناسِ يومئذٍ إلا رجلانِ . فقال عليٌ -رضي اللهُ عنه- : التمِسوا فيهم المُخدَجَ . فالتمَسوه فلم يجِدوه . فقام عليٌّ -رضي اللهُ عنه- بنفسه حتى أتى ناسًا قد قُتِل بعضُهم على بعضٍ . قال : أخِّروهم . فوجدوه مما يلي الأرضَ . فكبَّر . ثم قال : صدق اللهُ . وبلَّغ رسولُه . قال : فقام إليه عُبيدةُ السَّلمانيُّ . فقال : يا أميرَ المؤمنين ! أللهِ الذي لا إله إلا هو ! لسمعتَ هذا الحديثَ من رسولِ الله ِ-صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- ؟ فقال : إي . واللهِ الذي لا إله إلا هو ! حتى استحلفَه ثلاثًا . وهو يحلِفُ له !!! * وفي رواية عند مسلم: عن أبي سعيد الخدري -رضي اللهُ عنه- بينا نحن عند رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- وهو يقسمُ قسمًا . أتاه ذو الخُوَيصرةِ . وهو رجل ٌ أسود من موالي بني تميمٍ . فقال : يا رسولَ اللهِ اعدِلْ . قال رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- : ”ويلك ! ومَن يعدلْ إن لم أعدلْ ؟ قد خِبتَ وخسرتَ إن لم أَعدِلْ“ . (فقال عمرُ بنُ الخطابِ رضي اللهُ عنه : يا رسولَ الله ِ! ائذنْ لي فيه أضربْ عُنقَه) . قال رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- : ”دَعْه . فإنَّ له أصحابًا يحقِر أحدُكم صلاتَه مع صلاتِهم . وصيامَه مع صيامِهم . يقرأون القرآنَ . لا يجاوزُ تَراقيهم . يمرُقون من الإسلامِ كما يمرُق السهمُ من الرَّميَّةِ . ينظر إلى نصلِه فلا يوجدْ فيه شيءٌ . ثم ينظر إلى رِصافِه فلا يوجد فيه شيءٌ . ثم ينظر إلى نضِيِّه فلا يوجد فيه شيءٌ -وهو القدحُ- . ثم ينظر إلى قُذَذِه فلا يوجد فيه شيءٌ . سبق الفرثَ والدَّمَ . آيتُهم رجلٌ أسودُ . إحدى عَضُدَيه مثلُ ثديِ المرأةِ . أو مثلَ البَضعة تَدَرْدَرُ . يخرجون على حينِ فُرقةٍ من الناسِ“ . قال أبو سعيدٍ : فأشهدُ أني سمعتُ هذا من رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- . وأشهدُ أنَّ عليَّ بنَ أبي طالبٍ -رضي اللهُ عنه- قاتلَهم وأنا معه . فأَمَر بذلك الرجلِ فالتُمِسَ . فوُجِدَ . فأُتِيَ به . حتى نظرتُ إليه ، على نَعْتِ رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- الذي نعَتَ . * وفي رواية عند مسلم: عن أبي سعيد الخدري -رضي اللهُ عنه- قال : بعث عليُّ بنُ أبي طالبٍ -رضي الله عنه- إلى رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- ، من اليمنِ ، بذهبةٍ في أديم مقروظٍ . لم تحصلْ من ترابِها . قال : فقسمها بين أربعةِ نفرٍ : بين عُيينةَ بنِ حصنٍ ، والأقرعِ بنِ حابس ٍ، وزيدِ الخيلِ ، والرابعُ إما علقمةُ بنُ علاثةَ وإما عامرُ بنُ الطُّفيلِ . فقال رجل ٌمن أصحابِه : كنا نحنُ أحقَّ بهذا من هؤلاءِ . قال : فبلغ ذلك النبيَّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- فقال : ”ألا تأمَنوني ؟ وأنا أمينُ مَن في السماءِ ، يأتيني خبرُ السماءِ صباحًا ومساءً“ ! قال : فقام رجلٌ غائرُ العينَين . مشرفُ الوجنتَينِ . ناشزُ الجبهة ِ. كثُّ اللحيةِ . محلوقُ الرأسِ . مُشمَّرُ الإزارِ . فقال : يا رسولَ اللهِ ! اتَّقِ اللهَ . فقال : ”ويلك ! أو لستُ أحقَّ أهلِ الأرضِ أن يتقى اللهَ“؟ قال : ثم ولَّى الرجلُ . فقال (خالدُ بنُ الوليدِ) : يا رسولَ اللهِ ! ألا أضربُ عنقَه ؟ فقال ”لا ، لعله أن يكون يصلي“ . (قال خالدٌ : وكم من مُصلٍّ يقول بلسانِه ما ليس في قلبه)! . فقال رسولُ الله ِ-صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- : ”إني لم أُومرْ أن أنقِّبَ عن قلوبِ الناسِ . ولا أشقَّ بطونَهم“ ! قال : ثم نظر إليه وهو مُقفٍ فقال : ”إنه يخرج من ضِئضئِ هذا قومٌ يتلون كتابَ اللهِ . رطبًا لا يجاوزُ حناجرَهم . يمرُقون من الدِّينِ كما يمرُق السهمُ من الرَّميَّةِ“ . قال : ((أظنُّه قال : " لئن أدركتُهم لأقتلنَّهم قتلَ ثمودَ ")) . وفي رواية : ناتيءُ الجبهةِ . ولم يقل : ناشزُ . وزاد : (فقام إليه عمرُ بنُ الخطابِ -رضي اللهُ عنه- فقال : يا رسولَ اللهِ ! ألا أضربُ عُنقَه ؟ قال ”لا“ . قال : ثم أدبر (فقام إليه خالدٌ ، سيفُ اللهِ ، فقال : يا رسولَ اللهِ ! ألا أضربُ عُنقَه ؟) قال " لا " ، فقال " إنه سيخرجُ من ضِئضئِ هذا قومٌ يتلون كتابَ اللهِ ليِّنًا رطبًا " . وقال : قال عمارةُ : ((حسبتُه قال "لئن أدركتُهم لأقتلنَّهم قتلَ ثمودَ")) . وفي روايةٍ : إنه سيخرج من ضِئضِئِ هذا قومٌ . ((ولم يذكر " لئن أدركتُهم لأقتلنَّهم قتلَ ثمودَ ")) . * وفي رواية عند البخاري: عن عليُّ بنُ أبي طالبٍ -رضي اللهُ عنه- إذا حدثتُكم عن رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- حديثًا، فواللهِ لأنْ أخِرَّ من السماءِ، أحبُّ إليَّ من أن أكذبَ عليهِ، وإذا حدثتُكم فيما بيني وبينكم، فإنَّ الحربَ خَدعةٌ، وإني سمعتُ رسولَ الله -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- يقول : ( سيخرج قومٌ في آخرِ الزمانِ، أحداثُ الأسنانِ، سفهاءُ الأحلامِ، يقولون من خيرِ قولِ البريَّةِ، لا يجاوزُ إيمانُهم حناجرَهم، يمرُقون من الدينِ كما يمرقُ السهمُ من الرمِيَّةِ، فأينما لقِيتموهم فاقتلوهم، فإنَّ في قتلِهم أجرًا لمن قتلَهم يومَ القيامةِ ) . * وفي رواية عند البخاري: عن أبي سعيد الخدري -رضي اللهُ عنه- بينا النبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- يَقسِمُ، جاء عبدُ اللهِ بنُ ذي الخُوَيصِرَةِ رجل من موالي تميم ، فقال : اعدِلْ يا رسولَ اللهِ ، فقال : ”وَيحَكَ، ومَن يَعدِلْ إذا لم أَعدِلْ“ !. (قال عُمَرُ بنُ الخطَّابِ : ائذَنْ لي فأضرِبُ عُنُقَه) ، قال : ”دَعْه، فإنَّ له أصحابًا، يَحقِرُ أحدُكم صلاتَه معَ صلاتِه، وصيامَه معَ صيامِه، يَمرُقونَ منَ الدينِ كما يمرُقُ السهمُ منَ الرَّمِيَّةِ، ينظُرُ في قُذَذِه فلا يوجَدُ فيه شيءٌ، ثم ينظُرُ إلى نَصلِه فلا يوجَدُ فيه شيءٌ، ثم ينظُرُ إلى رِصافِه فلا يوجَدُ فيه شيءٌ، ثم ينظُرُ في نَضيِه فلا يوجَدُ فيه شيءٌ، قد سبَق الفَرثَ والدمَ، آيتُهم رجلٌ إحدى يدَيه، أو قال : ثَديَيه، مثلُ ثَديِ المرأةِ، أو قال : مثلُ البَضعَةِ تَدَردَرُ، يَخرُجونَ على حين فُرقَةٍ منَ الناسِ“ . ( قال أبو سعيدٍ : أشهَدُ سمِعتُ منَ النبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-، وأشهَدُ أنَّ عليًّا قتَلهم، وأنا معَه، جيءَ َبالرجلِ على النعتِ الذي نعَته النبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-، قال : فنزَلَتْ فيه : { وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ} * وفي رواية عند البخاري: عن أبي سعيد الخدري -رضي اللهُ عنه- بُعث إلى النبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- بذهبيةٍ فقسَمها بين أربعةٍ .وفي رواية : فقسَمها بينَ الأقرَعِ بنِ حابسٍ الحَنظَليِّ، ثم أحدِ بني مُجاشِعٍ، وبينَ عُيَيْنَةَ بنِ بدرٍ الفَزارِيِّ، وبينَ عَلقَمَةَ بنِ عُلاثَةَ العامِرِيِّ، ثم أحدِ بني كِلابٍ، وبين زيدِ الخيلِ الطائيِّ، ثم أحدِ بني نَبهانَ، فتغيَّظَتْ قُرَيشٌ والأنصارُ، فقالوا : يُعطيه صَناديدَ أهلِ نجدٍ ويدَعُنا، قال : ”إنما أتَأَلَّفُهم“ . فأقبَل رجلٌ غائِرُ العينَينِ، ناتِئُ الجَبينِ، كَثُّ اللحيةِ، مُشرِفُ الوَجنتَينِ، مَحلوقُ الرأسِ، فقال : يا محمدُ اتقِ اللهَ، فقال النبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- : ”فمَن يُطيعُ اللهَ إذا عصَيتُه، فيأمَنُني على أهلِ الأرضِ، ولا تأمَنوني“ . (فسأَل رجلٌ منَ القومِ قتلَه أُراه خالدَ بنَ الوليدِ) فمنَعه النبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-، فلما ولَّى قال النبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- : (إنَّ من ضِئضِئِ هذا قومًا يَقرَؤونَ القرآنَ، لا يُجاوزُ حَناجِرَهم، يَمرُقونَ منَ الإسلامِ مُروقَ السهمِ منَ الرَّمِيَّةِ، يَقتُلونَ أهلَ الإسلامِ ويَدَعونَ أهلَ الأوثانِ، لئنْ أدرَكتُهم لأُقَتِّلَنَّهم قتلَ عادٍ) . . * وفي رواية عند البخاري: بعَث عليُّ بنُ أبي طالبٍ -رضي اللهُ عنه- إلى رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- منَ اليمَنِ بذهبيَّةٍ في أديمٍ مَقروظٍ ، لم تُحَصَّلْ من ترابِها ، قال : فقسَمها بين أربعةِ نفَرٍ : بين عُيَينَةَ بنِ بدرٍ ، وأقرَعَ بنِ حابسٍ ، وزيدِ الخيلِ ، والرابعُ : إما عَلقَمَةُ ، وإما عامرُ بنُ الطُّفَيلِ ، فقال رجلٌ من أصحابِه : كنا نحن أحقُّ بهذا من هؤلاءِ ، قال : فبلَغ ذلك النبيَّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- فقال : (ألا تَأمَنونَني وأنا أمينُ مَن في السماءِ ، يأتيني خبرُ السماءِ صباحًا ومساءً) . قال : فقام رجلٌ غائرُ العينينِ ، مُشرِفُ الوَجنتَينِ ، ناشزُ الجبهةِ ، كثُّ اللحيةِ ، محلوقُ الرأسِ ، مُشَمَّرُ الإزارِ ، فقال : يا رسولَ اللهِ اتقِ اللهَ ، قال : (وَيلَك ، أوَ لستُ أحقَّ أهلِ الأرضِ أن يتَّقِيَ اللهَ) . قال : ثم ولَّى الرجلُ . (قال خالدُ بنُ الوليدِ : يا رسولَ اللهِ ، ألا أضرِبُ عُنُقَه؟) قال : (لا ، لعلَّه أن يكونَ يُصلِّي) . فقال خالدٌ : وكم من مُصلٍّ يقولُ بلسانِه ما ليس في قلبِه ، قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( إني لم أومَرْ أن أُنَقِّبَ قلوبَ الناسِ ولا أشُقَّ بطونَهم ) . قال : ثم نظَر إليه وهو مُقَفٍّ ، فقال : ( إنه يَخرُجُ من ضِئضِئِ هذا قومٌ يَتلونَ كتابَ اللهِ رَطْبًا ، لا يُجاوِزُ حناجرَهم ، يَمرُقونَ منَ الدينِ كما يَمرُقُ السهمُ منَ الرَّمِيَّةِ) - ((وأظنُّه قال - لئن أدرَكتُهم لأُقَتِّلَنَّهم قتلَ ثمودَ)) . * وفي رواية عند البخاري: عن أبي سعيد الخدري -رضي اللهُ عنه- بينا النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- يَقْسِمُ ذات يومٍ قِسْمًا، فقال ذو الخُوَيْصَرَةِ ,-رجلٌ من موالي بني تميم-: يا رسولَ اللهِ اعدلْ، قال: ”ويلك، من يعدلُ إذا لم أعدلْ“. (فقال عمرُ: ائذن لي فلأضربْ عنُقَه) ، قال: ”لا، إن له أصحابًا، يَحْقِرُ أحدُكم صلاتَه مع صلاتِهم، وصيامَه مع صيامِهم، يمرقون من الدينِ كمروقِ السهم من الرَّميةِ، ينظرُ إلى نصلِه فلا يوجدُ فيه شيءٌ، ثم ينظرُ إلى رصافِه فلا يوجدُ فيه شيءٌ، ثم ينظرُ إلى نضِيِّه فلا يوجدُ فيه شيءٌ، ثم ينظرُ إلى قذذِه فلا يوجدُ فيه شيءٌ، سبق الفرْثَ والدمَ، يخرجون على حينِ فرقةٍ من الناسِ، آيتُهم رجلٌ إحدى يديه مثلُ ثديِ المرأةِ، أو مثلُ البضْعِةِ تدَرْدَرُ“. * روى الهيثمي وفي مجمع الزوائد ، عن أبي بكرة نفيع بن الحارث الثقفي : أُتِيَ النبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- بدنانيرَ فجعل يقبضُ قبضةً قبضةً ثم ينظرُ عن يمينِه كأنَّهُ يُؤامِرُ أحدًا من يعطي قال عفانُ في حديثِه يُؤامِرُ أحدًا ثم يُعطي ورجلٌ أسودُ مطمومٌ عليه ثوبانِ أبيضانِ بين عينيه أثرُ السجودِ فقال: ما عدلتَ في القِسمةِ فغضب رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- وقال: ”من يعدلُ عليكم بعدي“ قالوا يا رسولَ اللهِ ألا نقتلُه؟ قال: ”لا“ ثم قال لأصحابِه: ”هذا وأصحابُه يمرُقونَ من الدِّينِ كما يمرُقُ السهمُ من الرَّميةِ لا يتعلَّقونَ من الإسلامِ بشيٍء“ . * روى البوصيري في إتحاف الخيرة: عن أبي بكر الصديق -رضي اللهُ عنه- أنَّ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- أُتي بدنانيرَ مِن أرضٍ فجعَل يقسمُها فكلما قبَض قبضةً نظَر عن يمينِه كأنه يؤامرُ أحدًا وقد قال حمادٌ: وعندَه رجلٌ أسودُ مطمومُ الشعرِ عليه ثوبانِ أبيضانِ بين عينَيه أثرُ السجودِ فقال: يا محمدُ ما عدَلتَ منذُ اليومِ في القسمِ قال فغضِب رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- وقال: ”فمَن يعدِلْ عليكم بعدي“ فقالوا: يا رسولَ اللهِ ألا نقتلُه ؟ قال: ”لا إنَّ هذا وأصحابَه يمرُقونَ منَ الدِّينِ كما يمرقُ السهمُ منَ الرميةِ ثم لا يتعلَّقونَ منَ الإسلامِ بشيءٍ“. من جملة الروايات التي سبقت نلاحظ ان الرواية عند الشيخين عن ابي سعيد الخدري وعلي بن ابي طالب والمتن يحوي اضطرابا لا يستهان به ، فالنبوءة هي عن آخر الزمان (سيخرجُ في أخرِ الزمانِ)، والخوارج كان يسمون بالحرورية ظهروا في جيش علي -رضي الله عنه- والتحموا معه في معركة النهروان الشهيرة ، والحضور غير متفق عليهم ؟ والرجل الذي اعترض مجهول الاسم وهو ليس من السراة الذين حضروا القسمة بل من الموالي -وقد كان أكثر أهل الفتن في الدولة الاموية والعباسية من الموالي- ويعترض على قسمة النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم يخرج فيستأذن صحابي إما عمر أو خالد النبي أن يقتله ، فيمنعه ، ثم يحذر النبي أصحابه من ذرية الرجل بعد أن ولى ! وليس من طبع الصحابة أن يقسموا انه سمعوا الحديث عن النبي ، وقد اقسم علي مرات وابو سعيد كذلك ! هذا ليس معهود من الصحابة ! ثم كيفية قتل ذي الخويصرة والبحث عن جثته ! مدار الحديث وجوهره (إنَّ من ضِئْضِئِ هذا -أو في عقبِ هذا- قومٌ يقرؤونَ القرآنَ لا يُجاوزُ حناجرهم ، يمرقونَ من الدِّينِ مروقَ السهمِ من الرَّمِيَّةِ ، يقتلونَ أهلَ الإسلامِ ويدعونَ أهلَ الأوثانِ ، لئن أنا أدركتهم لأَقْتُلَنَّهُمْ قتلَ عادٍ) ◄ شرح متن الحديث : أنه سيكون في أمتي "فتن وفرق تنشأ بين المسلمين بعد عهد النبي صلى الله عليه وسلم "يحسنون القيل" مفوهون و مجادلون بالفلسفة الإلحادية المادية بالباطل "و يسيئون العمل" أفعالهم مدمرة للأمة و مفيدة لأعدائها "يمرقون من الدين" يتأولون النصوص الى غير معناها الحقيقي الظاهر و تسميته بالمعنى الباطني وهذا يشمل فرق الزنج والقرامطة والصوفية الشركية كالحلولية فرقة الاتحاد والحلول والباطنية والشيعة "لا يرجعون حتى يرتد من فوقه" لا يصلح معهم النصح و التوبة "هم شر الخلق" من الكفار ، وأشدهم على المسلمين خطرا.... "و الخليقة" من جميع الكائنات لأن أعمالهم مدمرة لسنن الحياة على الأرض ، وهؤلاء المجوس الشيعة أوضح مثل عليهم "طوبى لمن قتلهم" فهو مجاهد في سبيل الله "وقتلوه "فهو شهيد الحق "يدعون الى كتاب الله" كالشيعة والباطنيين القرامطة والنصيرية والدروز والسماعلة وغيرهم ممن يدعي الإسلام ظاهرا ويبطن الكفر والإلحاد "وليسوا منه في شيء“ ، يعني أنهم كفار خالصون ولكنهم لا توبة لهم ولا يقبل منهم إسلام , لأنهم باطنيون كاذبون مخادعون, فالحكم الشرعي بهؤلاء هو إبادتهم فقد اهلك الله تعالى عادا جميعا ولم يبق منه نفسا ... من قاتلهم كان أولى بالله منهم" أي أن قتالهم يميز المؤمن من المنافق . وهذه زيادة عند أبي داود: ”سيماهم التحليق“ هو حلاقة شعر الرأس ، والتسبيد إزالة الشعر بالكلية كمثل حلق اللحى بالموس . وأراه تحليق اللحى والرأس بالموس أو الآلة كما هي سنّة ونظم جيوش الطواغيت اليوم ! قال القرطبي : "(سيماهم التحليق) أي: جعلوا ذلك علامةً لهم وشعارًا ليُعرفوا به " أهـ. فكل الاحاديث العامة التي ورد فيها ذكر الفرقة الباغية ولا أهل الحروراء (الخوارج) ولم ترد فيها هذه اللفظة أعني (سيماهم التحليق) وهي تفرد بها ابو داود فقد خصصها هذا الحديث وذلك تبعاً للقاعدة الفقهية ( العام يخصص بالخاص، والمطلق يقيد بالمقيد ) . ”فإذا رأيتموهم فأنيموهم“ أي أميتوهم وعليكم بإبادتهم و استئصال جذورهم وتطهير الأرض منهم وهذا الحكم ليس فريدا بالإسلام فمثله الإثخان بالكفار وقتل أسراهم . ولقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "من بدل دينه فاقتلوه" . **وقيل المراد في هذه الأحاديث - كما ذكر العلماء - الخوارج الذين خرجوا على علي , واستحلوا دم أهل الإسلام , وكل من يأتي بعدهم على منهجهم , بل إن بعض العلماء عده في حق كل من خرج على أئمة الهدى وجماعة المسلمين - كالرافضة ونحوهم - قال شيخ الاسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى: "فهؤلاء أصل ضلالهم اعتقادهم في أئمة الهدى وجماعة المسلمين أنهم خارجون عن العدل , وأنهم ضالون , وهذا مأخذ الخارجين عن السنة من الرافضة ونحوهم , ثم يعدون ما يرون أنه ظلم عندهم كفرًا, ثم يرتبون على الكفر أحكامًا ابتدعوها, فهذه ثلاث مقامات للمارقين من الحرورية والرافضة ونحوهم في كل مقام , تركوا بعض أصول دين الإسلام حتى مرقوا منه, كما مرق السهم من الرمية, وفي الصحيحين في حديث أبي سعيد: ( يقتلون أهل الإسلام, ويدعون أهل الأوثان ) , لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد, وهذا نعت سائر الخارجين - كالرافضة ونحوهم - فإنهم يستحلون دماء أهل القبلة لاعتقادهم أنهم مرتدون أكثر مما يستحلون من دماء الكفار الذين ليسوا مرتدين ؛ لأن المرتد شر من غيره , وفي حديث أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر قومًا يكونون في أمته يخرجون في فرقة من الناس سيماهم التحليق , قال: هم شر الخلق , أو من شر الخلق , تقتلهم أدنى الطائفتين إلى الحق , وهذه السيما سيما أولهم , كما كان ذو الثدية ؛ لأن هذا وصف لازم لهم." - هل كفـّر أمير المؤمنين علي بن ابي طالب رضي الله عنه الذين خرجوا على بيعته ؟ لم يكفر علي من لم يبايعه من الصحابة رضي الله عنهم ولا من خرج عن بيعته ! فعلى من خرج هؤلاء الذين أسميتموهم "خوارج" ؟ أعلى بيعة الإمام الأفسد أم الإمام أردوغان أم الأمام أوباما أم مملوك سعود أم أمير المؤمنين نتنياهو ؟ روى ابن ابي شيبة في مصنفه بسند صحيح : - عن أبي البختري قال : سئل علي عن أهل الجمل قال : قيل : أمشركون هم ؟ قال : من الشرك فروا ، قيل : أمنافقون هم؟ قال : إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلا ؛ قيل : فما هم ؟ قال : إخواننا بغوا علينا . - وعن عبد الله بن محمد قال : أخبرني أبي أن عليا قال يوم الجمل : نمن عليهم بشهادة أن لا إله إلا الله ونورث الآباء من الأبناء. - وعن شقيق بن سلمة أن عليا لم يسب يوم الجمل ولم يقتل جريحا .
وأما الأحاديث الأخرى التي قيلت بالخوارج فهي إما موضوعة او ضعيفة .. كحديث ”كلاب أهل النار“ وغيره !
والله تعالى اعلم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

"صفحات من التاريخ" نبذة مختصرة عن تاريخ الدول السعودية الأولى والثانية والثالثة ...

# الدولة_السعودية _الأولى  : قامت الدولة السعودية الأولى بين سنتي 1137 - 1233 هـ ، ويعود أصل السعوديين إلى سعود بن محمد بن مقرن الذي است...