الإخوان المسلمون، تاريخ أسود وواقع يطفح بالخيانة
مقال تحليلي رائع و رهيب لا يفوتكم!
*****************************************
الإخوان المسلمون والدور الخياني القذر:
أسس حسن البنا حزب الإخوان المسلمين سنة 1928م وكان لا يزال شاباً في الثانية والعشرين من عمره !!! وقد اعتبر البنا حزبه حزباً إسلامياً يتبنى الآيدلوجية الإسلامية ، لكنه في نفس الوقت لم يُلزم نفسه بالكثير من المسائل التي تعتبر ثوابت في الشريعة الإسلامية لا يمكن تجاوزها ، وهكذا أعطى البنا لنفسه مرونة في الحركة ساعدته على كسب الآلاف من الأتباع في سنوات قليلة ومن كافة شرائح المجتمع حيث توسع البنا في تعامله مع قاعدة افعل ولا حرج بطريقة غير مسبوقة .
والباحث الذي يتصدى للبحث في موضوع الإخوان المسلمين لا بد له أن يقف أمام سؤالين مهمين ، الأول : كيف استطاع شاب صغير في الثانية والعشرين من عمره أن يؤسس ويقود حزباً كحزب الإخوان ؟ من ساعده في هذا الأمر وعلى من اتكأ ؟ هل كان البنا هو الواجهة وكانت هناك مؤسسة أو مؤسسات تدير العمل من خلف الكواليس ؟!!! ،
والسؤال الآخر هو : من أين استقى حسن البنا أفكاره وآيدلوجيته ؟ إنها قطعاً لم تكن آيدلوجية إسلامية بالمعنى الذي نقرأه في القرآن وفي سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلا لكان الأمر سهلاً ، لكن البنا خلط في آيدلوجيته بين أفكار وآيدلوجيات مختلفة ومتناقضة !!! وصهرها كلها في بوتقة واحدة وأخرج منها كائناً جديداً ألبسه عباءة الإسلام !!!
ومن وجهة نظرنا فإن سبب إخفاق الإخوان المسلمين في الوصول إلى هدفهم النهائي بعد مرور تسعة عقود تقريباً وتعرضهم إلى انتكاسات متلاحقة هو أنهم لجأوا إلى أسلوب اخترعه لهم حسن البنا صادموا فيه النقل والعقل ، بل صادموا حتى فطرة الإنسان وآدميته ، لقد صادم الإخوان المسلمون السنن الكونية والشرعية ، فلم يأبهوا بقيمة إسلامية ولا أخلاقية بل ولا حتى إنسانية ، ضربوا كل ذلك عرض الحائط وسعوا لتحقيق أهدافهم بطريقة لا يجدها الباحث في التأريخ الإنساني الطويل إلا عند اليهود ، بل لعلنا لا نجازف إذا قلنا أنهم تجاوزوا اليهود خسة ودناءة .
ولعلّ أبرز الركائز التي قامت عليها آيدلوجية البنا وإخوانه المسلمين هي :
1- نسف ثوابت الإسلام وتحويلها إلى متغيرات ، فليس هناك ثابت عند البنا وإخوانه المسلمين ، فالحكم بالشريعة الإسلامية ليس شرطاً وإنما يمكن استبداله بالديمقراطية أو حتى بالشيوعية أو بأي نظام آخر !!! كما يقول راشد الغنوشي “لا مانع لدينا أن تحكمنا الشيوعية أو غيرها إذا جاءت عبر صناديق الاقتراع وإننا نقبل الرأي الآخر ولو كان كفراً” !!! والربا ليس حراماً دائماً بل يمكن لـ “الداعية” أن يعمل في المصارف الربوية وأن يكتب الربا وأن يشهد عليه !!! كما يقول محمد أحمد الراشد في كتابه “أصول الإفتاء والاجتهاد التطبيقي” وهكذا يكون الغناء للمرأة حلالاً !!! كما أفتى القرضاوي لنجاح سلام وميس شلش ، وقتال المسلم الأمريكي مع الأمريكان في أفغانستان ضد الأفغان المسلمين جائز كما يقول القرضاوي !!! .
وعلى المسلمين تغيير بعض المصطلحات التي لم تعد تناسب زماننا كما يقول طارق السويدان : دار الحرب ودار الإسلام هذا مصطلح ناسب بعض القرون ولا يناسب هذا الزمان فاليوم لدينا مصطلح الوطن !!! ، والذميون مصطلح من ليس له وطن أما اليوم فنحن في درجة “مواطنة” واحدة مع غير المسلمين في بلادنا !!! وهكذا بالنسبة لمصطلحات الولاء والبراء والجزية وغيرها ، وبالجملة اجتهد الإخوان في موضع النص وتأولوا نصوص القرآن والسنة بالطريقة التي تخدم أغراضهم وأهوائهم وضربوا إجماع الأمة عرض الحائط .
2- التقية والكذب : فللإخواني أن يكذب وأن يقسم الأيمان المغلظة على كذبه ولا يتردد في ذلك ما دام ذلك يصب في مصلحة الحزب أو حتى الفرد ، نعم له أن يظهر خلاف ما يبطن ، وأن يفعل الشيء ويقسم أنه لم يفعله ، وأن يقول الشيء ويقسم أنه ما قاله !!! ولذلك حين أصدر البنا أمراً إلى أتباعه باغتيال النقراشي والخازندار وتمت العملية ، تنكّر البنا للمنفذين حين كشفت العملية وألقيت مسؤوليتها على الإخوان المسلمين وقال عنهم كلمته المشهورة : ليسواً إخواناً وليسوا مسلمين !!! . إذن البنا يخطط للعملية ويأمر بالتنفيذ ثم يعلن بعد ذلك أنه لا علم له بها وأن اتباعه قاموا بالعملية دون علمه !!! ، وقد اعترف القيادي في تنظيم الاخوان المسلمين محمود الصباغ بعد ذلك أن حسن البنا هو من أصدر الأمر باغتيال النقراشي والخازن الدار ، لكن الصباغ يبرر للبنا انكاره للعملية وتبرأه من المنفذين بقوله :” لكن المرشد انما قالها من باب الحرب خدعة !!! .
3- اللعب على جميع الحبال والتعامل مع الجميع حتى لو كان مع الشيطان ، فالغاية تبرر الوسيلة مهما كانت هذه الوسيلة رخيصة وقذرة وربما يترفع عنها السوقة من الناس ، ولذلك مدّ البنا يده للشيعة وسعى للتقريب بينهم وبين السنة واعتبرهم مذهب إسلامي على الرغم من أن مؤلفات علماء الشيعة وأساطينهم وتاريخهم وواقعهم كلها تشير بما لا يقبل الشك إلى أنه لم يعد هناك شيعة على وجه الأرض وأما الموجودون الآن فهم فرقة ضالة ليس لها علاقة بالإسلام .
ولذلك فالتحالف بين الإخوان المسلمين والشيعة الذين تقودهم إيران اليوم هو ليس وليد السنوات الأخيرة وإنما هو تحالف استراتيجي يمتد إلى تسعة عقود خلت وضع أسسه وقعّد قواعده حسن البنا . وقد توطّد هذا التحالف الشيطاني بين الإخوان المسلمين والشيعة بعد مجيء الخميني للحكم سنة 1979م ، حيث أصبح للشيعة دولة يمكن للإخوان أن يستفيدوا منها بشكل كبير ، ولذلك توطدت علاقة الإخوان في كل الدول التي تواجدوا فيها بإيران ، فأصبحت إيران هي الممول المالي الرئيسي لحماس فلسطين وفتحت حماس مكاتبها في طهران وفي دمشق أيضاً الحليف الاستراتيجي لطهران ومد الاخطبوط الإيراني أذرعه في السودان وفتح عمر البشير البلاد لشيعة إيران يصولون ويجولون فيها كما يشاؤون ، وحين استلم الرئيس المصري السابق الإخواني محمد مرسي الحكم كانت إيران من أوائل الدول التي زارها وكذلك زار الرئيس الإيراني محمود نجاد مصر وهو أول رئيس إيراني يزور مصر منذ الثورة الإيرانية سنة 1979م .
ونتيجة للضرر الفادح الذي ألحقته سلوكيات الإخوان بسمعة الحزب والجماعة خاصة بعد أن ساعدت الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي على كشف الكثير من فضائحهم وتآمرهم على أهل السنة لجأ الإخوان إلى الترويج إلى ان بعض فروع الجماعة قد خرجت على الثوابت التي تؤمن بها الجماعة وأن هؤلاء الخارجين لا يمثلون إلا أنفسهم ، وهو نفس القول الذي صرنا نسمعه من المسؤولين في الحكومة العراقية والحشد الشعبي حين يبررون الجرائم التي يرتكبها الحشد بأنها تصرفات فردية وليست منهجية !! ولقد كان من الممكن أن نصدق الإخوان المسلمين في زعمهم هذا لو أن الانحراف في السلوك والخيانة لأهل السنة وقتلهم وسجنهم وتعذيبهم والتعاون مع الأجنبي ضدهم حدث في بلد واحد ، لكن كيف يمكن ان نصدقهم وهم يكررون نفس السلوك في كل البلدان العربية والإسلامية التي تواجدوا فيها ، فليس العراق هو البلد الوحيد الذي اصطف فيه الإخوان مع أعداء أهل السنة ضد أبناء جلدتهم بل حدث هذا في أفغانستان حيث قاتل الإخوان اتباع سياف ورباني مع الأمريكان والصحوات “تحالف الشمال” ضد المجاهدين الأفغان وأعاد شيخ شريف شيخ أحمد نفس الدور القذر حين قلب ظهر المجن للمجاهدين في الصومال واجتمع بالسفير الأمريكي في كينيا لتنزله طائرات الهليكوبتر الأمريكية في القصر الرئاسي في مقديشو !!! وفي السودان حين اختلف الإخوانيان حسن الترابي وعمر البشير سارع الترابي إلى التحالف مع جون قرنق النصراني ضد البشير !!! لتكون النتيجة تكوين دولة نصرانية في جنوب السودان !!! ، أما في فلسطين فعلاقة حماس الإخوانية بإيران لا تخفى على أحد ، وفي سوريا يشارك الإخوان المسلمين في الائتلاف السوري المعارض ، ومعلوم لدى الجميع أن هذا الائتلاف ضم مجموعة من العملاء لأمريكا وأوربا على غرار العملاء الذين ضمهم مجلس الحكم في العراق والذي شكله بول بريمر الحاكم الأمريكي للعراق سنة 2003م ، وفي مصر حين أصبح محمد مرسي رئيساً للدولة كان أول عمل قام به هو شن حملة عسكرية واسعة على الجهاديين في سيناء ، وفي تونس يقول راشد الغنوشي عن الخميني : القوالب التي تلقيناها خاصة من فكر سيد قطب لم تكن مستوعبة لطبيعة الصراعات الدولية ولذلك جاء الخميني ليقدم لنا إسعافات ، ليقدم لنا أطر يمكن أن نستوعب فيها جوانب من الصراع لم تكن مستوعبة .
وإذن فلا يمكن للإخوان المسلمين أن يتنصلوا من سلوكيات اتباعهم في العراق أو في أي بلد آخر بحجة أن هؤلاء خرجوا على ثوابت الجماعة أو أنهم لا يمثلون الجماعة فالقضية أكبر من هذا بكثير ، فسلوكيات الإخوان هي سلوكيات ممنهجة تعبر عن جماعة تسير وفق منهج مكتوب تباركه القيادة العامة لتنظيم الإخوان المسلمين في العالم .
ولذلك فإن اعتراضات بعض قيادات الإخوان على بعضها الآخر وانتقادها لطريقة أدائها إنما يأتي في سياق تبادل الأدوار أو مشاكل شخصية وتنافس على المناصب داخل الجماعة أو خارجها في الحكومات والبرلمانات ، فحين ينتقد محمد أحمد الراشد القيادي البارز والمنظر الكبير في جماعة الإخوان المسملين الحزب الإسلامي العراقي ويتهمه بالانحراف لا يكون معنى هذا أن الراشد غير راضٍ عن تعامل الإخوان المسلمين مع الأمريكان أو مشاركتهم في مجلس الحكم في العراق الذي أسسه بريمر ، كلا على الإطلاق ، فالذين التقوا بالراشد بعد رجوعه إلى العراق في سنة 2003م يعلمون أن الرجل كان مؤيداً لكل هذا وأن مشكلة الراشد مع إخوان العراق هي مشكلة شخصية حيث لم يحصل الرجل على المكانة والمنصب اللذين يتناسبان مع تاريخه الكبير في جماعة الإخوان المسلمين .
إن التحالفات الإخوانية مع أوربا وأمريكا لم تعد تخفى على أحد فقد طرح الإخوان انفسهم امام حكومات أمريكا والغرب كبديل عن الحكومات العربية بعد ثورات الربيع العربي وتاجروا بأهل السنة وقضيتهم بطريقة كارثية .
لكن أقذر هذه التحالفات وأشدها خطراً على السنة هو التحالف الإخواني – الإيراني ، والذي ما يزال الإخوان متمسكين به حتى بعد ظهور المشروع الإيراني الفارسي إلى العلن والذي يسعى إلى إقامة امبراطورية فارسية في المنطقة ، وقد أصبحت إيران هي صاحبة القرار الفعلي في العراق وسوريا ولبنان واليمن ، هذا المشروع الامبراطوري الإيراني أصبح مدعوماً كما هو واضح من قبل الولايات المتحدة الامريكية وروسيا وأوربا .
لقد أصبح واضحاً اليوم أكثر من أي وقت مضى أن أمريكا وأوربا تسعيان إلى تقوية المد الإيراني الشيعي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على حساب الوجود السني وأن أمريكا وأوربا ومعهما إيران أصبحوا يستخدمون الإخوان المسلمين ليقوموا لهم بدور أبي رغال ، لذلك فإننا حين نصنف أعداء السنة في العالم اليوم نقول هم أمريكا والغرب وروسيا وإيران والإخوان المسلمين لكننا حين نرتب هؤلاء حسب الخطورة يكون الإخوان المسلمين هم العدو الأخطر والأقرب على أهل السنة ثم إيران وشيعتها ثم تأتي بعد ذلك أمريكا والغرب وروسيا .
وما يفعله الإخوان المسلمين الآن في الفلوجة يأتي في سياق التحالف الاستراتيجي بين الإخوان والشيعة ، فالإخوان شاركوا في حصار الفلوجة طيلة الشهور التي خلت وهم يشاركون الان مع الحشد الشيعي في الهجوم على الفلوجة من جهة الجنوب الغربي “عامرية الفلوجة” وقد ظهر قادة الإخوان فيصل العيساوي مدير ناحية عامرية الفلوجة والعقيد عيسى الساير العيساوي نائب مدير شرطة الفلوجة السابق مع مسؤولي الحشد الشيعي قيس الخزعلي وغيره وهم يعقدون الاجتماعات ويتدارسون خطة الهجوم على الفلوجة .
وهذا غيض من فيض وما خفي كان أعظم .
عبيدة الدليمي – كاتب عراقي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق