ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻫﻮﻻﻛﻮ ﺍﻟﻌﺠﻴﺒﺔ !!
ﻳﺘﺒﺎﺩﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﺫﻫﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻋﻨﺪ ﺫﻛﺮ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﺘﺘﺎﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻐﻮﻝ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﻮﺣﺸﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻤﺖ ﻟﻺﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺑﺸﻲﺀ، ﻭﺍﻟﻘﺴﻮﺓ ﻭﺍﻹﺑﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﺪﻣﺎﺭ ﺍﻟﺸﺎﻣﻞ، ﻭﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﺸﻨﻴﻌﺔ ﺗﺘﺠﺴﺪ ﻓﻲ ﺷﺨﺺ ﻭﺍﺣﺪ ﺍﺳﻤﻪ « ﻫﻮﻻﻛﻮ » ﺍﻟﺬﻱ ﺻﺎﺭ ﻋﻠﻤًﺎ ﻟﻠﻄﻐﺎﺓ ﻭﺍﻟﺴﻔﺎﺣﻴﻦ ﻭﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﻤﺠﺮﻣﻴﻦ .
ﻫﻮ ﺍﻟﻄﺎﻏﻴﺔ ﺍﻟﻈﻠﻮﻡ « ﻫﻮﻻﻛﻮ ﺑﻦ ﺗﻮﻟﻮﻱ ﺑﻦ ﺟﻨﻜﻴﺰ ﺧﺎﻥ » ، ﻓﻬﻮ ﺣﻔﻴﺪ ﺟﻨﻜﻴﺰ ﺧﺎﻥ، ﻭﺃﻗﺮﺏ ﺃﺣﻔﺎﺩﻩ ﻓﻲ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﻭﺍﻟﻄﺒﺎﻉ، ﻭﻛﺎﻥ ﺟﻨﻜﻴﺰ ﺧﺎﻥ ﻗﺪ ﻗﺴﻢ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻗﺒﻞ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻨﺎﺋﻪ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺧﺮﺍﺳﺎﻥ ﻭﻓﺎﺭﺱ ﻭﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺘﻬﻰ ﻣﺎ ﻳﻔﺘﺢ ﻣﻦ ﻏﺮﺏ ﺍﻟﻤﻌﻤﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﻧﺼﻴﺐ ﺃﺳﺮﺓ « ﺗﻮﻟﻮﻱ » ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﻟﺖ ﺍﺟﺘﻴﺎﺡ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ .
ﻛﺎﻥ ﻫﻮﻻﻛﻮ ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻟﻜﺮﻩ ﻭﺍﻟﺒﻐﺾ ﻟﻺﺳﻼﻡ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻭﺷﻦ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺫﻟﻚ ﺣﻤﻼﺗﻪ ﺍﻟﻮﺣﺸﻴﺔ ﺍﻟﻤﺮﻋﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﺍﻟﺸﺎﻡ، ﻭﺍﺭﺗﻜﺐ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﺠﺰﺭﺓ ﻋﺮﻓﺘﻬﺎ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺣﺘﻰ ﺍﻵﻥ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﺳﺘﻮﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﻭﺃﺳﻘﻂ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﺍﻟﻌﺒﺎﺳﻴﺔ ﺳﻨﺔ 656 ﻫـ، ﺣﻴﺚ ﻗﺘﻞ ﻗﺮﺍﺑﺔ ﺍﻟﻤﻠﻴﻮﻧﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻫﺬﺍ ﺳﻮﻯ ﻣﺎ ﻗﺘﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﻭﻫﻢ ﻗﺮﺍﺑﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺃﻳﻀًﺎ، ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺍﻟﻨﺼﺮﺍﻧﻴﺔ « ﻇﻔﺮ ﺧﺎﺗﻮﻥ » ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﺮﺿﻪ ﻟﻴﻞ ﻧﻬﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺇﺑﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻫﻮﻻﻛﻮ ﻛﺎﻥ ﻭﺛﻨﻴًّﺎ ﻻ ﺩﻳﻦ ﻟﻪ .
ﻭﻗﺪ ﺃﺻﻴﺐ ﺑﺎﻟﺼﺮﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺘﺎﺑﻪ ﻓﻴﺤﻄﻢ ﺭﺃﺳﻪ، ﺑﺴﺒﺐ ﻫﺰﻳﻤﺘﻪ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﻋﻴﻦ ﺟﺎﻟﻮﺕ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮﺓ 658 ﻫـ ﻭﺍﻟﻬﺰﺍﺋﻢ ﺍﻟﻤﺘﺘﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺎﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﻪ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺑﺮﻛﺔ ﺧﺎﻥ ﺃﻭﻝ ﻣﺴﻠﻢ ﺗﺘﺮﻱ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻤﺎﻟﻴﻚ ﺃﻫﻢ ﺃﻫﺪﺍﻓﻪ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻓﺸﻞ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻋﺪﺓ ﻣﺮﺍﺕ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﺑﻴﺒﺮﺱ، ﻓﺘﺰﺍﻳﺪﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻠﺘﻪ ﺣﺘﻰ ﺻﺎﺭ ﻳﻌﻮﻱ ﻛﺎﻟﻜﻼﺏ ﺛﻢ ﻫﻠﻚ ﻓﻲ 19 ﺭﺑﻴﻊ ﺍﻷﻭﻝ ﺳﻨﺔ 663 ﻫـ .
ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ : ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ - ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق