من أكثر القصص انتشارا قصة اليهودي الذي كان يضع القمامة على باب بيت النبي كل يوم فيخرج النبي ويزيح القمامة وينطلق، إلى أن جاء يوم لم يجد فيه النبي القمامة فسأل عن اليهودي فأخبره الناس بأنه مريض، فزاره النبي، فتفاجأ اليهودي وأسلم.
هذه القصة لا أصل لها، لا أقول (حديث ضعيف)، بل لا أصل لها، أي لم يروها أحد من المحدثين أبدا.
بالإضافة إلى ذلك فهي لا تصح من حيث المعنى، إذ:
1) لم يخالط النبي اليهود إلا في المدينة، حيث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قائدَ المسلمين، وكان اليهود يكيدون للإسلام خفية في ذل وصغار، لا يجرؤ أحد منهم على القيام بمثل هذا.
2) كيف يُتصور أن يضع اليهودي القمامة على باب بيت النبي ويترك الصحابة القمامة إلى أن يضطر رسول الله لإزاحتها؟ ففي هذا انتقاص من توقير الصحابة للنبي.
3) هذه القصة يوردها الناس لضرب المثل لتسامح النبي صلى الله عليه وسلم. والحق أن هذا ليس تسامحا، بل ضعف، وحاشا رسول الله. فالتسامح يكون مع من بدرت منه إساءة مرة من المرات كالرجل الذي جذب الني من ثوبه وقال أعطني يا محمد. أما أن يقوم يهودي خبيث بهذا الفعل ويكرره ويسكت عنه النبي ويكتفي بإزاحة القمامة، فهذا ضعف نُـجل عنه المقام النبوي.
نعود فنقول: لو كانت القصة صحيحة من حيث الإسناد لبحثنا لها عن تفسير، لكنها لا تثبت أبدا.
جاء في موقع (الإسلام سؤال وجواب):
(وننبه هنا إلى زيادة اشتهرت عند كثير من الناس اليوم ، أن هذا الجار اليهودي كان يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم ، ويضع القمامة والشوك في طريقه. والحق أن هذه الزيادة لا أصل لها في كتب السنة ، ولم يذكرها أحد من أهل العلم، وإنما اشتهرت لدى المتأخرين من الوعاظ والزهاد من غير أصل ولا إسناد، والأصل في المسلم الوقوف عند الثابت والمقبول، خاصة وأن متنها فيه نكارة).
فيا إخواني المربين، ويا أخواتي المربيات! الله الله في سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم. والله ما لنا عذر ووسائل معرفة صحة الروايات من ضعفها منتشرة ميسورة. في الصحيح كفاية عن الباطل والموضوع والمكذوب. وأحاديث حلم النبي وعفوه وسمو نفسه كثيرة غزيرة يسهل استخراج دررها من كتب الحديث الصحيحة.
أرجو ممن يقرأ هذا الكلام أن ينشره تنقيحا لسنة الحبيب مما علق بها.
والسلام عليكم ورحمة الله
هذه القصة لا أصل لها، لا أقول (حديث ضعيف)، بل لا أصل لها، أي لم يروها أحد من المحدثين أبدا.
بالإضافة إلى ذلك فهي لا تصح من حيث المعنى، إذ:
1) لم يخالط النبي اليهود إلا في المدينة، حيث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قائدَ المسلمين، وكان اليهود يكيدون للإسلام خفية في ذل وصغار، لا يجرؤ أحد منهم على القيام بمثل هذا.
2) كيف يُتصور أن يضع اليهودي القمامة على باب بيت النبي ويترك الصحابة القمامة إلى أن يضطر رسول الله لإزاحتها؟ ففي هذا انتقاص من توقير الصحابة للنبي.
3) هذه القصة يوردها الناس لضرب المثل لتسامح النبي صلى الله عليه وسلم. والحق أن هذا ليس تسامحا، بل ضعف، وحاشا رسول الله. فالتسامح يكون مع من بدرت منه إساءة مرة من المرات كالرجل الذي جذب الني من ثوبه وقال أعطني يا محمد. أما أن يقوم يهودي خبيث بهذا الفعل ويكرره ويسكت عنه النبي ويكتفي بإزاحة القمامة، فهذا ضعف نُـجل عنه المقام النبوي.
نعود فنقول: لو كانت القصة صحيحة من حيث الإسناد لبحثنا لها عن تفسير، لكنها لا تثبت أبدا.
جاء في موقع (الإسلام سؤال وجواب):
(وننبه هنا إلى زيادة اشتهرت عند كثير من الناس اليوم ، أن هذا الجار اليهودي كان يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم ، ويضع القمامة والشوك في طريقه. والحق أن هذه الزيادة لا أصل لها في كتب السنة ، ولم يذكرها أحد من أهل العلم، وإنما اشتهرت لدى المتأخرين من الوعاظ والزهاد من غير أصل ولا إسناد، والأصل في المسلم الوقوف عند الثابت والمقبول، خاصة وأن متنها فيه نكارة).
فيا إخواني المربين، ويا أخواتي المربيات! الله الله في سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم. والله ما لنا عذر ووسائل معرفة صحة الروايات من ضعفها منتشرة ميسورة. في الصحيح كفاية عن الباطل والموضوع والمكذوب. وأحاديث حلم النبي وعفوه وسمو نفسه كثيرة غزيرة يسهل استخراج دررها من كتب الحديث الصحيحة.
أرجو ممن يقرأ هذا الكلام أن ينشره تنقيحا لسنة الحبيب مما علق بها.
والسلام عليكم ورحمة الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق