كان في ليلة عُرسه التي كان يتمناها منذ زمن .. وهو بجوار زوجته وحبيبته التي جمع الله بينهما أخيرًا منذ لحظات.
نادى منادي رسول الله :"يا خيل الله اركبي، حيّ على الجهاد".
فترك الصحابي الجليل "#حنظلة_بن_أبي_عامر" مخدعه الدافئ وزوجته وانطلق مودعًا لها التي لم تدرك أنه أول وآخر لقاء لهم في الدنيا..!!
انطلق ولسان حاله يقول:
لبيك يارسول الله! على الجهاد في سبيل الله
انطلق ولم ينتظر ليغتسل من الجنابة خشية أن يتخلف عن نداء رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثم حمل سيفه وامتطى صهوة جواده واصطف في صفوف المقاتلين !
ثم دارت رحى الحرب وتقابل الجيشان وتشابك الفريقان.
أشهر البطل حنظلة بن أبي عامر سيفه وشاط في رماح القوم وقاتل قتال من لا يخشى الموت، وما إن كادت المعركة أن تنتهي حتى أتته ضربة غادرة فوقع شهيدًا رضي الله عنه.
وبينما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يتفقد الشهداء وقف مليًا عند رأس حنظلة ، ذلك العريس الشهيد، ويرى الصحابة على وجه النبي صلى الله عليه وسلم علامات الإندهاش والتعجب الممزوج بالفرح ،فسأله الصحابة في ذلك ، فقال صلى الله عليه وسلم:
"إني رأيت الملائكة تُغسّل حنظلة بن أبي عامر بين السماء و الأرض بماءٍ من مزن في صحافِ الفضة".
قال أبو أسيد الساعدي: فذهبنا فنظرنا إليه فإذا رأسه يقطر ماء وليس بقربه ماء.
ولما سُئلت زوجته عن ذلك قالت: خرج وهو جُنبٌ لما سمع منادي الجهاد، فقال صلى الله عليه وسلم : ((لذلك غسلته الملائكة)) فلقب من يومها بـ ((غِسِّيل الملائكة)).
وقد افتخرت به الأوس والخزرج كما جاء في الخبر الذي رواه قتادة عن أنس قال: افتخرت الأوس والخزرج فقالت الأوس: منا غسيل الملائكة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق