الأحد، 21 يناير 2018

"صفحات من التاريخ" نبذة مختصرة عن تاريخ الدول السعودية الأولى والثانية والثالثة ...

#الدولة_السعودية_الأولى :

قامت الدولة السعودية الأولى بين سنتي 1137 - 1233 هـ ، ويعود أصل السعوديين إلى سعود بن محمد بن مقرن الذي استقر بنجد وبدأ بتوسيع ملكه لما حول الدرعية ثم جاء ابنه محمد بن سعود الذي يعتبر مؤسس الدولة السعودية الأولى ، وظهر في عهده الشيخ محمد بن عبد الوهاب "ت 1206 ه" الذي دعا الأمة إلى العودة إلى الإسلام وتطبيق الشريعة واتباع نهج السلف الصالح والقضاء على البدع التي استفحلت في بلاد المسلمين وقد عمل محمد بن سعود على نشر دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في أنحاء الجزيرة العربية .

* اتسعت الدولة في عهد عبد العزيز بن محمد بن سعود وبلغت أقصى اتساع لها في عهد سعود بن عبد العزيز الذي لُقّب بسعود الكبير وقد شملت الدولة عمان واليمن والحجاز وكافة الجزيرة العربية ووصلت لحدود الشام ، وفي نهاية عهده دخلت جيوش مصر بقيادة محمد علي والي الدولة العثمانية على مصر الى الدرعية عام 1233 هـ وقضى على الدولة السعودية الأولى .

#الدولة_السعودية_الثانية :

قامت الدولة السعودية الثانية بين سنتي 1234 - 1289 هـ حيث أُرغمت الجيوش المصرية على الإنسحاب من الحجاز وتولى حكم الحجاز أسرة "الأشراف" التابعين للعثمانيين بينما تولى حكم نجد الأمراء السعوديون .

* زادت الفتن والصراعات بين الأمراء السعوديين فاستغل آل ابن الرشيد ذلك واستولوا على أملاكهم ولجأ من بقي من الأسرة السعودية إلى آل الصباح في الكويت وانتهت بذلك الدولة السعودية الثانية .

#الدولة_السعودية_الثالثة "الموجودة الان" :

تأسست الدولة السعودية الثالثة عام 1319 هـ حيث تطلع عبد العزيز ال سعود أحد أمراء السعوديين إلى استعادة ملك السعوديين وكانت الجزيرة في ذلك الوقت بين العثمانيين والانكليز ، فالانكليز يسيطرون على الكويت والبحرين وسواحل الخليج العربي بينما تتبع اليمن والحجاز ونجد للعثمانيين ، وقد فضل الانكليز السعوديين لأن آل ابن الرشيد يتبعون العثمانيين وآل الصباح الذين لجأ إليهم السعوديون يتبعون الانكليز .

* استطاع عبد العزيز بدعم من الانكليز انتزاع الرياض من آل ابن الرشيد ، وعندما اندلعت الحرب العالمية الأولى وانسحب العثمانيون من بلاد العرب ضعف أمر آل ابن الرشيد وتمكن عبد العزيز ال سعود من ضم حائل عام 1340 هـ .

* كان الصراع على أشده بين السعوديين والأشراف حكام الحجاز وخاصة بعدما أعلن "الشريف" حسين نفسه خليفة للمسلمين بعد القضاء على الدولة العثمانية وكانت تربطه علاقات طيبة مع الانكليز فوضع ابنه عبد الله على شرق الأردن وفيصل ملكاً على العراق ثم نشب الخلاف بينه وبين الانكليز وأرسل إلى الملك عبد العزيز آل سعود يأمره بمبايعته خليفة للمسلمين فنشبت الحرب بينهما وانتصر السعوديون وضموا الحجاز وأعلنوا قيام ما تسمى "المملكة العربية السعودية" عام 1351 هـ .

* توفي عبد العزيز ال سعود عام 1373 هـ وتولى بعده سعود بن عبد العزيز لكن برز في عهده أخوه فيصل بن عبد العزيز فقرر "العلماء" وأمراء أسرة آل سعود خلع الملك سعود بن عبد العزيز وتولية أخيه فيصل بن عبد العزيز .

* أغتيل فيصل عام 1395 هـ على يد ابن أخيه فيصل بن مساعد بن عبد العزيز وأعدم قاتله في نفس العام .

* جاء بعده خالد بن عبد العزيز الذي توفي عام 1402 هـ ثم جاء فهد بن عبد العزيز وهو أول من تسمى ب"خادم الحرمين الشريفين" ثم جاء بعده عبد الله بن عبد العزيز والان سلمان بن عبد العزيز .

وبالتالي فان كل حكام الدولة السعودية الثالثة الحالية هم من أولاد عبد العزيز ال سعود عميل البريطانيين الذين أسسوا له هذه الدولة ونصبوه ملكا عليها بتزكية من عملائهم ال صباح حكام الكويت الذين كانوا يستضيفونه ووالده عندهم في ذلك الوقت ..

السبت، 20 يناير 2018

"لماذا يكرهون سيد قطب ؟!" ..

مقال للكاتب عبيدة الدليمي ..
"سيد قطب" كلما ذُكر هذا الإسم إنبرى أتباع العقائد الفاسدة والمناهج المنحرفة للطعن فيه وفي عقيدته والنيل منه ، بل إنَّ بعضهم كرّس كل حياته للحديث عن سيد قطب وتحذير الناس منه كما يفعل بعض شيوخ ما تسمى المدرسة السلفية العلمية الارجائية وعلى رأسهم شيخهم وقائد جحافلهم ربيع المدخلي الذي ألف أكثر من عشر كتب كلها تتكلم وتطعن في سيد قطب "رحمه الله" ناهيك عن فتاواه وفتاوى طلابه ومحاضراتهم فلا يكاد يخلو مجلس من مجالسهم من الطعن في هذا الجبل الأشم .
ولعل الكثيرين يجهلون سبب هذه العداوة من المدخلي والقرضاوي وأتباعهما من المدرسة السلفية العلمية الارجائية ومدرسة الاخوان المسلمين للشهيد سيد قطب حيث عللوا عداوتهم للسيد بأنه يقول بوحدة الوجود وبخلق القران وبأنه يتأول آيات الصفات وبأنه يطعن في الصحابة "رضي الله عنهم" وعلى رأسهم عثمان ومعاوية "رضي الله عنهما" وبأنه يكفر المجتمعات الاسلامية وبأنه عضو في جماعة الإخوان المسلمين وغيرها من التهم التي يعلم من له أدنى حظ من المعرفة بهذا الرجل بأنها تهم باطلة بل انها مضحكة .
فأما قولهم بأن سيد قطب "رحمه الله" يقول بوحدة الوجود أو خلق القران أو يتأول ايات الصفات والذي بنوه على بعض العبارات التي قالها السيد وتأولوها هم بطريقتهم الفاسدة والمعروفة فهو قول تدحضه قراءة بسيطة لظلال القران ومعالم في الطريق وغيرها من مؤلفات سيد قطب "رحمه الله" ، اذ أنّ من المعروف لأبسط طالب علم أن فهم ما يعنيه كاتب معين أو عالم ما بعبارة أو لفظ صدر عنه يكون بمعرفة شاملة لمنهج ذلك العالم واصوله ، والا يمكن لأي شخص يريد أن يطعن بعالم معين أن يجتزئ عبارة أو أكثر من كلامه فتعطي معنى معكوساً لما يريده ذلك العالم على طريقة ( ويل للمصلين ) . وعلى سبيل المثال استخدام الإمام احمد بن حنبل رحمه الله لفظ "مكروه أو أكره" للتدليل على الحرمة ، فمثلا عندما يريد أن يقول في مسألة معينة أنها حرام يقول مكروهة ومن المعروف في أصول الفقه أن لفظ المكروه مغاير تماما للحرام فالمكروه حلال ، والإمام أحمد قال في المتعة :"أكره المتعة" فهل يستطيع أن يأتي طالب علم ويفتي الناس بجواز المتعة ويستدل بعبارة الإمام أحمد ؟!!! أو أن يتهم الإمام احمد بأنه لا يحرم المتعة لأنه قال عنها مكروهة ؟!!! فكيف يقول المدخلي ويردد خلفه الإمعات من أتباعه بأن سيد قطب يقول بوحدة الوجود وهو الذي أمضى حياته وهو يكتب عن التوحيد فلا تكاد تخلو صفحة من صفحات الظلال أو المعالم من الكلام عن لا اله الا الله ؟!!! .
وكيف يُتهم سيد قطب "رحمه الله" بأنه يقول بوحدة الوجود وهو الذي يقول في كتابه في ظلال القران : " والنظرية الإسلامية أن الخلق غير الخالق. وأن الخالق ليس كمثله شيء.. ومن هنا تنتفي من التصور الإسلامي فكرة وحدة الوجود على ما يفهمه غير المسلم من هذا الاصطلاح- أي بمعنى أن الوجود وخالقه وحدة واحدة- أو أن الوجود إشعاع ذاتي للخالق، أو أن الوجود هو الصورة المرئية لموجده.. أو على أي نحو من أنحاء التصور على هذا الأساس.. ) في ظلال القرآن 106/1 ؟!
ولا بد من التذكير هنا أن سيد قطب لم يتناول ايات الصفات بشكل مباشر أو خصصها ببحث علمي مستقل ليرجح فيه رأي مدرسة أهل السنة والجماعة (الاثبات) أو رأي مدرسة التأويل أو مدرسة التفويض ، اذ لو أنه فعل ذلك ورجح رأي الاشاعرة مثلا وأنكر على أهل السنة والجماعة قولهم باثبات الصفات لكان من حقنا أن نسيء الظن فيه وأن نرد عليه رداً عنيفاً يتناسب مع خطورة هذا الموضوع أعني خطورة تأويل صفات الله سبحانه وتعالى ، ولكن السيد لم يفعل ، ولذلك فإن المنهج العلمي يقتضي منا حين نريد معرفة رأي السيد أو قوله في ايات الصفات أن نتتبع ما كتبه سيد قطب بشكل كامل والمتتبع يجزم بأن منهج السيد في الصفات هو منهج أهل السنة والجماعة وهو منهج اثبات الصفات . 
وأما ما صاغه السيد بعبارات قد يفهم منها خلاف ذلك فنحمله على ما حمل به الفقهاء والعلماء قول الإمام أحمد في الحرام انه مكروه ! 
وأما اتهامهم لسيد قطب بأنه يطعن في صحابة رسول الله "صلى الله عليه وسلم" حيث ألف ربيع المدخلي كتاباً أسمّاه "مطاعن سيد قطب في الصحابة" فهو قول يدل على دناءة هؤلاء وخستهم وفجورهم في الخصومة ، فمعلوم أن منهج السيد استقر على ما كتبه بعد سنة 1949م ، ولذلك أعاد سيد قطب طباعة كتابيه "العدالة الاجتماعية في الاسلام" و "السلام العالمي والاسلام" وحذف منهما كل انتقاداته السابقة للسياسة المالية لعثمان ومعاوية "رضي الله عنهما" ليأتي المدخلي واتباعه فينقلوا كلاماً تراجع عنه قائله وهو الموجود في الطبعات القديمة للكتابين أي قبل 1949م !!.
فهل هذه هي الامانة العلمية ؟!! وهل هذا منهج السلف الذي يتشدق به المدخلي وأمثاله صباح مساء ؟ !! علما أن المدخلي أرسل كتابه "أضواء اسلامية على عقيدة سيد قطب وفكره" قبل طبعه الى بكر أبو زيد الذي كان عضواً في "هيئة كبار العلماء" وقتها قبل أن يُفصل منها ليطلع عليه فرد أبو زيد على المدخلي رداً عنيفاً برسالة طويلة وبخه فيها ومما ورد في الرسالة : *نظرت في أول صفحة من فهرس الموضوعات فوجدتها عناوين قد جمعت في سيد قطب رحمه الله أصول الكفر والإلحاد والزندقة، القول بوحدة الوجود، القول بخلق القرآن، يجوز لغير الله أن يشرع، غلوه في تعظيم صفات الله تعالى، لا يقبل الأحاديث المتواترة، يشكك في أمور العقيدة التي يجب الجزم بها يكفر المجتمعات ..إلى أخر تلك العناوين التي تقشعر منها جلود المؤمنين.. عند هذا أخذت بالمطابقة بين العنوان والموضوع ، فوجدت الخبر يكذبه الخبر ونهايتها بالجملة عناوين استفزازية تجذب القارئ العادي إلى الوقيعة في سيد رحمه الله.. 
* نظرت فوجدت هذا الكتاب يـفـتـقـد: أصـول البحث العلمي، الحيـدة العلمية، منهـج النقد، أمانـة النقل والعلم، عـدم هضم الحق. أما أدب الحوار وسمو الأسلوب ورصانة العرض فلا تمت إلى الكتاب بهاجس.. 
* رأيت الاعتماد في النقل من كتب سيد رحمه الله تعالى من طبعات سابقة مثل الظلال والعدالة الاجتماعية مع علمكم كما في حاشية ص 29 وغيرها أن لها طبعات معدلة لاحقة والواجب حسب أصول النقد والأمانة العلمية ، تسليط النقد إن كان على النص من الطبعة الأخيرة لكل كتاب.
*لقد نسفت بلا تثبت جميع ما قرره سيد رحمه الله تعالى من معالم التوحيد ومقتضيات ولوازمه التي تحتل السمة البارزة في حياته الطويلة
*ومن عناوين الفهرس ( قول سيد بخلق القرآن وأن كلام الله عبارة عن الإرادة ).. لما رجعت إلى الصفحات المذكورة لم أجد حرفًا واحدًا يصرح فيه سيد رحمه الله تعالى بهذا اللفظ ( القرآن مخلوق )
* لقد طغى أسلوب التهيج والفزع على المنهج العلمي النقدي…. ولهذا افتقد الرد أدب الحوار.
* في الكتاب من أوله إلى آخره تهجم وضيق عطن وتشنج في العبارات فلماذا هذا…؟
* هذه سمات ست تمتع بها هذا الكتاب فآل غـيـر مـمـتـع ، هذا ما بدا إلي حسب رغبتكم ، وأعتذر عن تأخر الجواب ، لأنني من قبل ليس لي عناية بقراءة كتب هذا الرجل وإن تداولها الناس ، لكن هول ما ذكرتم دفعني إلى قراءات متعددة في عامة كتبه، فوجدت في كتبه خيرًا كثيرًا وإيمانًا مشرفًا وحقًا أبلج ، وتشريحًا فاضحًا لمخططات أعداء للإسلام ، على عثرات في سياقاته واسترسال بعبرات ليته لم يفه بها ، وكثير منها ينقضها قوله الحق في مكان أخر والكمال عزيز ، والرجل كان أديبًا نقادة ، ثم اتجه إلى خدمة الإسلام من خلال القرآن العظيم والسنة المشرفة، والسيرة النبوية العطرة ، فكان ما كان من مواقف في قضايا عصره ، وأصر على موقفه في سبيل الله تعالى ، وكشف عن سالفته وطلب منه أن يسطر بقلمه كلمات اعتذار وقال كلمته الإيمانية المشهورة : إن أصبعًا أرفعه للشهادة لن أكتب به كلمة تضارها .
وفي الختام : فإني أنصح فضيلة الأخ في الله بالعدول عن طبع هذا الكتاب”أضواء إسلامية...” وأنه لا يجوز نشره ولا طبعه" انتهى كلام بكر أبو زيد .
ومع ذلك لم يلتفت المدخلي لكلام أبي زيد وأصر على نشر الكتاب !!! .
ولا عجب أن ينبري علماء السوء مثل ربيع المدخلي ليكرّسوا حياتهم للطعن في هذا الجبل الأشم والنيل منه فمن عاش بدينه لا يعجبه من عاش لدينه وكما قيل "ودت الزانية لو ان كل نساء العالم زوان" .
ولا بد من تنبيه القارئ هنا الى أن الشهيد سيد قطب"رحمه الله" المولود سنة 1906م مر بثلاث مراحل في حياته ، المرحلة الاولى في الثلاثينيات من القرن الماضي والتي لم يكن له فيها أي علاقة بالاسلام حيث كان صحفيا كغيره من الصحفيين ، وأما المرحلة الثانية من حياته فهي مرحلة الاربعينيات وهي التي بدأ يقترب فيها من الاسلام فكتب كتابيه "العدالة الاجتماعية في الاسلام " و "السلام العالمي والاسلام " حيث انتقد فيهما السياسة المالية لعثمان ومعاوية "رضي الله عنهما" ، أما المرحلة الثالثة والتي استقر عليها منهجه وهي بعد سنة 1949م وهي التي كرّس فيها حياته للكلام عن لا اله الا الله والتحدث عن وجوب تحكيم شرع الله سبحانه وتعالى ، وهي المرحلة التي قام فيها سيد قطب بإعادة طباعة كتابيه السابقين وحذف منهما كلما يتعلق بالكلام عن السياسة المالية لعثمان ومعاوية {رضي الله عنهما} . 
ومن المعروف أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يعذب المسلمين قبل اسلامه ، فهل يستطيع أحد الآن الانتقاص من عمر رضي الله عنه والقول بأنه عذب المسلمين ؟!!! كما فعل المدخلي مع سيد قطب حيث راح ينقل كلاماً تراجع عنه السيد !!! ضارباً بالأمانة العلمية عرض الحائط . .
وأما قولهم بأن سيد قطب يكفر المجتمعات الاسلامية فهو قول من أبطل الباطل لكنه يليق بكذبهم وتدليسهم وتلبيسهم على الناس فكل الذين قرأوا ما كتبه سيد قطب وخاصة في الظلال والمعالم يدركون أن سيد قطب يكفر الحكومات ولا يكفر عامة المسلمين .
فسيد قطب "رحمه الله" قال بأن المجتمعات جاهلية لأنها لا تحكم بشرع الله ولم يقل بتكفير الشعوب وهناك فرق شاسع بين الأمرين ومن المعروف عند العلماء أن أي مجتمع أو دولة لا تحكم بشرع الله لا تعتبر مسلمة وان كان فيها مسلمون ، وعلى سبيل المثال هل يستطيع أحد القول بأن المجتمعات الاوربية ليست كافرة كونها يعيش فيها ملايين المسلمين ؟!! ولكن هل يلزم من اعتبارها كافرة اعتبار المسلمين المتواجدين في الغرب كفاراً ؟ !!! لا يقول بهذا عاقل ، وهذا الذي كان يرمي اليه سيد قطب رحمه الله حين وصف مجتمعاتنا بأنها جاهلية بعد أن تفشت فيها كل صفات الجاهلية من انتشار الربا والزنا والتبرج وتغييب شرع الله سبحانه وتعالى .
ولذلك فالحكم على دولة معينة بانها ليست مسلمة لا يلزم منه تكفير مسلميها وانما يلزم منه تكفير حكوماتها ، وخير ما يرد في هذا المقام قول سيد قطب رحمه الله :" إننا لم نكفر الناس ، وهذا نقل مشوه إنما نحن نقول : إنهم صاروا من ناحية الجهل بحقيقة العقيدة ، وعدم تصور مدلولها الصحيح ، والبعد عن الحياة الإسلامية ، إلى حال المجتمعات الجاهلية ، وأنه من أجل هذا لا تكون نقطة البدء في الحركة هي قضية إقامة النظام الإسلامي ، ولكن تكون إعادة زرع العقيدة ، والتربية الأخلاقية الإسلامية فالمسألة تتعلق بمنهج الحركة الإسلامية أكثر ما تتعلق بالحكم على الناس " .
ولعل من أتفه التهم التي يحاول البعض الصاقها بسيد قطب رحمه الله قولهم بأن السيد يحمل فكر الإخوان المسلمين ، وهو قول لا يقول به منصف أو من عنده أدنى معرفة بفكر سيد قطب رحمه الله ، فالسيد وان كان قد اقترب من الإخوان في فترة معينة وفي ظروف معينة لكن هذا لايجعل منه اخوانياً ابداً ، وقراءة بسيطة لما كتبه السيد تكفي لادراك أن فكره أبعد ما يكون عن فكر الإخوان المسلمين أو عن فكر حسن البنا ، وقد هاجم القرضاوي وهو رمز الاخوان وقائد جحافلهم اليوم سيد قطب في كتابيه "أين الخلل" و "أولويات الحركة الاسلامية" فقال :" في هذه المرحلة ظهرت كتب الشهيد سيد قطب التي تمثل المرحلة الأخيرة من تفكيره والتي تنضح بتكفير المجتمع وتأجيل الدعوة إلى النظام الإسلامي بفكرة تجديد الفقه وتطويره وإحياء الاجتهاد وتدعو إلى العزلة الشعورية عن المجتمع وقطع العلاقة مع الآخرين وإعلان الجهاد الهجومي على الناس كافة والإزراء بدعاة التسامح والمرونة ، ورميهم بالسذاجة والهزيمة النفسية أمام الحضارة الغربية، ويتجلى ذلك أوضح ما يكون في تفسير "في ظلال القرآن" في طبعته الثانية ، وفي "معالم في الطريق"، ومعظمه مقتبس من الظلال ، وفي "الإسلام ومشكلات الحضارة" وغيرها، وهذه الكتب كان لها فضلها وتأثيرها الإيجابي الكبير؛ كما كان لها تأثيرها السلبي". أ . هــــ ( أولويات الحركة الإسلامية ص: 110) 
واذن فالسؤال المطروح : لماذا يكرهون سيد قطب ولماذا يلصقون به كل هذه التهم ؟!
لا يخفى على أي متابع أن خصوم سيد قطب لا يخرجون عن ثلاثة أصناف : الصنف الاول من اتباع ما تسمى بالسلفية العلمية والصنف الثاني هم الإخوان المسلمون والصنف الثالث هم دعاة العلمانية والليبرالية والانحلال .
فأما الصنف الاول وهم أتباع مدرسة الارجاء وارثو فكر الالباني وابن باز وابن عثيمين فهم لا ينقمون على سيد قطب لأنه يقول بوحدة الوجود أو خلق القران كما يدّعون او اعتراضا منهم على كلامه في ايات الصفات بل ان المشكلة الحقيقية بالنسبة لهم هو أن السيد يُكفر أولياء نعمتهم وأولياء أمورهم من طواغيت العرب .
واما الإخوان الذين بدأ الكثير منهم يطعن في السيد ويحاول التبرأ من منهجه بعد أن كانوا الى فترة قريبة يتفاخرون باسمه ويعتبرونه واحداً منهم فهم ينقمون عليه لأنهم يؤمنون بالديمقراطية والانتخابات وسيد قطب يكفر من يؤمن بها ، ولذلك هاجم القرضاوي سيد قطب في أكثر من مناسبة وكتاب ووصف فكر السيد بأنه فكر سجون وفكر متشدد ، وكلام القرضاوي هذا صفعة في وجه من يتهم سيد قطب بأنه من الاخوان المسلمين .
واما الليبراليون والعلمانيون فهم لا يبغضون سيد قطب وحده بل يبغضون الاسلام والمسلمين ولانهم يريدون اسلاماً امريكانياً ، اسلاماً يستفتى في نواقض الوضوء ولا يستفتى في نواقض الاسلام .
وختاماً : فإن ما ندين الله سبحانه وتعالى به هو أن سيد قطب هو الذي بذر البذرة الاولى في محاولة اعادة المسلمين الى عقيدة الولاء والبراء والجهاد منتصف القرن الماضي ، وقد أثمرت كتاباته هذا الجيل الذي بدأ ينهض بهذه الأمة من جديد ، هذا الجيل الذي كان السيد موقنا أن بذرته ستكبر وتنبت وتثمره ، وهو الذي كان يقول : " والزرعة قد تسفى عليها الرمال ، وقد يأكل بعضها الدود ، وقد يحرقها الظمأ ، وقد يغرقها الري ، ولكن الزارع البصير يعلم أنها زرعة للبقاء والنماء ، وأنها ستغالب الآفات كلها على المدى الطويل ؛ فلا يعتسف ولا يقلق ، ولا يحاول إنضاجها بغير وسائل الفطرة الهادئة المتزنة ، السمحة الودود .. إنه المنهج الإلهي في الوجود كله .. ( ولن تجد لسنة الله تبديلا ) " 
وللمدخلي والقرضاوي وببغاواتهم الذين يطعنون في عقيدة سيد قطب رحمه الله نقول لهم ما قال المعري :
فواعجباً كم يدعي الفضـــل ناقصٌ ....... ووا أسفاً كم يُظهر النقص فاضل
إذا وصف الطائي بالبخــــل مادرٌ ........ وعـيــر قســاً بالفهاهـــة باقــــل
ُ وقال السهى للشمس أنت خفـيـة ........ وقال الدجى للصبح لونك حائــــلُ
فيا موت زر ان الحياة ذميمـــــة ......... ويانفس جدي إن غيرك هازلُ

لماذا يكره المداخلة والمنافقون سيد قطب ويشيعون عنه أنه امام للتكفيريين ويسب الصحابة وكتبه ينبغي لها أن تحرق !؟

للاجابة على هذا السؤال يلزمنا ابتداء تقسيم حياة سيد الى 3 أطوار مرحلية كل واحدة منها نقيض الأخرى ولم يطلب النبي صلى الله عليه وسلم شيئا للاستزادة منه من ربه سوى العلم فقال "ربي زدني علما" وكما قال علي بن الجهم " ومن ذا الذي تُرضى سجاياه كلها ... كفى المرء نبلا أن تعد معايبه"ْ
مر سيد قطب في موقفه من بعض الصحابة بمراحل ثلاث
1 سيد قطب الأديب الشيوعي
2 سيد قطب الثوري
3 سيد قطب الاسلامي
الأولى.. مرحلة الأديب الشيوعي
حيث كان سيد قطب متأثرا بأفكار كل من طه حسين وعباس محمود العقاد..وكلاهما -خاصة طه حسين- كانت له مواقف سلبية تجاه الصحابة..وصلت حد السب والشتم والطعن فوقع من سيد في هذه المرحلة كلمات قاسية في حق كل من معاوية وعمرو بن العاص رضي الله عنهما.. وذلك في كتابه "كتب وشخصيات" وهو عبارة عن مقالات أدبية نقدية نشرها سيد في عدة مجلات ما بين عامي 1942 و1946م..خط سيد قطب هذه المعاني المشوبة بالخطأ وهو لم يزل بعد في طور الكتابة الاسلامية من بعيد..كتبها وبضاعته الشرعية لازالت ضعيفة..أي قبل رحلته للتوبة..كتب ما كتب كما كتب العقاد اسلامياته ومثله فعل كل أدباء العصر..كتبها بروح المعاصر المشحون بالترهات التاريخية والأخطاء الشرعية
الثانية.. مرحلة سيد الثورية وبداية توجهه "الإسلامي"
وفي هذه المرحلة ألف أول كتاب له في الفكر الإسلامي..وهو "العدالة الاجتماعية في الإسلام" وذلك في عام 1948م وفي هذا الكتاب يظهر أن سيدا لازال متأثرا-شيئا ما- بأفكار طه حسين والعقاد.. لذا فقد صدرت منه عبارات شديدة في حق عدد من الصحابة..منهم عثمان بن عفان رضي الله عنه.. وتصدى للرد عليه الأستاذ محمود شاكر رحمه الله وبين سيد قطب -عام 1952- في تعليقه على مقالة لشاكر.." أنه لا يقصد الطعن في الصحابة رضوان الله عليهم وإنما غايته الدفاع عن الإسلام مما نسب إليه في كتب التاريخ والسير"
الثالثة.. مرحلة سيد قطب الاسلامية
وفي هذه المرحلة أصدر طبعة منقحة من كتاب "العدالة الاجتماعية" وهي الطبعة السادسة التي أصدرتها دار "إحياء الكتب العربية" عام 1964م.. وحذف منها سيد ما انتقده عليه الأستاذ محمود شاكر.. وعدل كثيرا من العبارات.. وأضاف أمورا أخرى..تبين استقرار موقفه من الصحابة على جادة العدل والإنصاف..وظهر ذلك جليا في "الظلال" و"هذا الدين"حيث أثنى ثناء طيبا على عثمان ومعاوية وعمرو بن العاص -رضي الله عنهم- وكذا زاد المديح لأصحاب رسول الله في الجملة وفعل ذلك في كتابه "معالم في الطريق" حيث وصف الصحابة رضوان الله عليهم بأنهم "جيل قرآني فريد" وقال في كتابه المعالم ..لقد خرّجت هذه الدعوة جيلًا من الناس - جيل الصحابة رضوان الله عليهم جيلا مميزا في تاريخ الإسلام كله وفي تاريخ البشرية جميعه.. ثم لم تعد تخرج هذا الطراز مرةً أخرى" مما سبق يتأكد عندنا أن الذي خلص إليه سيد قطب رحمه الله هو الثناء على الصحابة رضي الله عنهم وأن ما يطرحه الان المداخلة والمنافقون على سيد قطب رحمه الله إنما هو كلام قديم تراجع عنه.. وتبرأ منه واستقر على خلافه
أما فرية تكفير سيد للمجتمعات..فالمداخلة يتهمون الرجل بتكفير المسلمين بلازم هذا الوصف.."شابهوا الخوارج في الحكم بالالزام"والحقيقة انه لم يكفر المجتمع وانما أشار الى النواقض المتفشية بينهم ولمح الى أن الجاهلية لا ترتبط بزمن ومكان أو مجتمع معين بقدر ما هي مرتبطة بأسلوب الحياة ونمطها ونجد هذا التعبير في كلام النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال لابي ذر وهو يعير بلالا بأمه "انك امرؤ فيك جاهلية"
لكن لما لا يحسن المداخلة الظن بسيد ويأخذوا عنه ما استقر عليه في آخر حياته وهو المأسور المغيب في سجون الطاغية جمال عبد الناصر والذي كان يعيش برئة واحدة !؟
- لأن سيد قطب رحمه الله هو عدو المداخلة الأول .. مجرد كلمة واحدة تنشرها لسيد تستدعي هذه الفئة من كهوفها.. لتمتطي صهوة البغال و تمتشق سيوف الجلاد ... بينما هم مع كل الطواغيت و المجرمين في صفوف حملة المباخر وفي الانكار على الظالمين في الصف الآخر..فاذا سئل أحدهم عن الظلم قال الظلم ظلمات..واذا سئل عن ظلم السلطان للرعية قال ذاك ظلم جنات تجري من تحتها الأنهار..حتى أنهم ابتكروا قاعدة جديدة فصلوها لتناسب تقريرات سيد ويمعنوا في ظلمه ..فقالوا أنه لايحمل مجمل على مفصل ولا عام على خاص ولا مطلق على مقيد ولا متشابه على محكم الا على الوحيين..وهذه قاعدة صلعاء أريد بها وجه ابليس أولا ووجه السلطان الغشوم ثانيا ويكفينا قول الله سبحانه "ان الحسنات يذهبن السيئات"
المداخلة اذا يحملون كلام سيد ما لايحتمل..ويحملونه أسوأ المحامل..ولا يراعي المداخلة طبيعة الأسلوب الأدبي الذي كتب به سيد..ولا يراعون أطواره الفكرية الثلاثة حتى أخرجوه من ربقة الدين ونسبوا اليه كل خطيئة..وجعلوه باعث الشرور ورأس الضلالة..ولو كان في مكنة هؤلاء أن يستخرجوه من قبره فيعيدوا شنقه آلاف المرات..لفعلوا..وما أذهب ذلك شيئا من غيض قلوبهم عليه..
هكذا هم مرجئة السلاطين الخوارج مع المسلمين..ينقشون كلام سيد بالمناقيش فاذا تلفظ السيسي بالكفر ومارسه عمليا أو أخل حاكم ما بالولاء والبراء وراقص العدو بالأحضان تلاعبوا بالنصوص ووظفوها حتى يجدوا له ألف مخرج ومحمل..معول هدم في خاصرة الأمة وأخبث فرقة سينجبها لنا العصر الحديث..يزعمون حراسة الدين بينما هم كلاب حراسة خونة ينبحون جهة الشمال حيث الاخوان وحماس والحركات الاسلامية والجهادية بينما الروس والأمريكان وطواغيت ملتنا يستبيحون بيضة الاسلام جهة اليمين
سلفيتهم شبيهة بحصان طروادة يمتطيه كل فاجر وكافر باسم الدين للوصول لقلب الأمة حتى يشتت شملها ويفت في عضدها..سلفية البيت الأبيض التي تسبح بحمد النظام الدولي ولم يعرف لها منذ ظهورها حمل سلاح في وجه كافر غازي أو مقارعة علماني..اختزلوا الدين في الشكلانية وهم الذين كانوا ينبزون المجاهدين في الشيشان وأفغانستان وحرب العراق وهم بين أفخاذ حريمهم..وعندما حملوا السلاح أخيرا نفروا نحو ليبيا ليقاتلوا أنصار الشريعة والاخوان تحت حماية طائرات الروس وفرنسا..يقاتلون في ليبيا بجنب حفتر الذي صرح والمقطع موجود في اليوتيوب أنه لامكان للشريعة الاسلامية في ليبيا الغد..هم على استعداد للتحالف حتى مع الشيطان ما دام الحاكم يطوعهم للامتطاء حسب مزاجه..وهذه مخابرات أمريكا بايعاز من مركز راند توصي بهم وتقول"فالولايات المتحدة يمكن أن تدعم اتجاهات سلفية سائدة..مثل مجموعة المدخلي..والتي تؤثر في رفع الدعم عن الجهاديين"
لكن لما توصي أمريكا بالمداخلة خيرا !!
لأن أمريكا التي تقود حملة الصليب على أمتنا تريد أن تذبح الأمة في صمت..تريد أن تذبحها والمداخلة يسمون الله..ليكون الذبح وفق الشريعة..أمريكا تسعى الى احلال اسلام مدجن غير مهاب الجانب ويتلائم وقوانين الكفر العالمية..فهم لايعادون الاسلام المدخلي الطقوسي..اسلام الشعائر والعبادات..اسلام اللحية والسواك ..ولا مانع أبدا عند أمريكا من رؤية سلفي يصلي ويصوم ويحج ويقضي ليله في التعبد والتسبيح والدعاء عليها..ويقضي حياته في التوكل والاعتكاف في المساجد وتحصيل المتون والاجتماع على حلقات التدريس
أمريكا تمانع في عودة الدين المحمدي العملي الذي ينادي بالخروج من هيمنة النظام العالمي والكفر به والانقضاض عليه ان هو قطع المفاوز ليعتدي علينا..أمريكا تمانع في رؤية سلفي يتعبد ويسبح ويعتكف ويحوز المتون لكنه يتأبط سلاحه اذا نادى مناد الجهاد لدفع المحتل الغاصب..أمريكا تمانع في رؤية مسلم ينازعها السلطة في توجيه العالم وبنائه على قيم أخرى وينهض في بلده بالعلم والاختراع والتكنولوجيا..المسلم الذي ينازعهم الدنيا ويطلب لنفسه موقع قدم في حركة الحياة..ولا يهمها أبدا شأن ذلك الصوفي المتعبد والمنزوي في زاويته والذي جعل غاية همه الآخرة أو المدخلي الذي يعلمن التدين ويشكلنه ولا يقرب السياسة أبدا بل ويحذر من الأحزاب الاسلامية التي تنازع ولي أمره في ملكه
حقد المداخلة على سيد قطب فاق كل الحدود..كيف لا وهو الذي يعري سوءاتهم ويوجع طواغيتهم بكلماته حتى وهو ميت رحمه الله وتقبله في الشهداء عنده..ولنجرب أن نزن بعض كلام كبيرهم الذي علمهم السحر بميزانه ونكيله بمكيالين كما يفعل هو مع مخالفيه وهذه بعض طوامه وليست كلها تجنبا للاطالة
- يقول ربيع المدخلي في شريط له "الجلسة الثالثة من المخيم الصيفي"ابن باز يفقه الواقع..لكنه مايفقه الواقع كله مثل الله
- ويقول في شريط "العلم والدفاع عن جميل الرحمان" وهو يتحدث عن الواقع والسياسة..يمكن جبريل يعجز عن هذا والله..سليمان هذا نبي شوف العصفور عرف الواقع اكثر منه
- وفي نفس الشريط يقول..خالد بن الوليد يصلح للقيادة مايصلح للسياسة ..واحيانا يلخبط
- وقال في شريط له باسم "توجيهات اسلامية" عن كعب بن مالك وصاحبيه رضي الله عنهم..ان النبي ما أحسن الظن بهم لانهم متهمون في هذه الحالة وقد يكونون متهمين بالنفاق
- وفي احدى المحاضرات قال..لأن هذا المبتدع الضال يلبس باطله لباسا اسلاميا يقدم هذا على طبق اسلامي ان هذا هو الاسلام ..يعني شوية (((خرى))) يحط في طبق من ذهب ويقول هذا من عند الله
- وقال في شريط "الاتباع لا الابتداع"..اجماع الصحابة على دفن النبي في حجرة عائشة فيه نظر..وفي شريط توجيهات عامة قال..أقسم أن الرافضة لايسبون الصحابة مثل مافعل سيد !!
- قال في محاضرة اسمها "الكر على الخيانة والمكر"..ان حسان بن ثابت رضي الله عنه عاقبه الله بالعمى
فماذا كان رد المداخلة على هذه الطوام المغلفة بسوء الأدب والطعن والهمز..قالوا لايقصد وهل شققتم عن نيته وعندو كلام صريح في استدعاء فج للقاعدة السالفة التي يكيفونها حسب أهوائهم
- يبقى أن أضيف أن أهل السنة دعاة انصاف وميزانهم ميزان عدل وحسن ظن وديننا يعلمنا أنه لا اعتبار للهفوات التي تصدر من فلان وعلان من غير قصد..ويعلمنا ألا نحاسب على اللفظ دونما اعتبار لمقاصد ونوايا ومكانة وسابقة صاحبه..هذا هو ميزاننا الذي نزن به أقوال من يحرض علينا ليل نهار وهذا ما تعلمناه من بكر أبو زيد رحمه الله وهو يقول عن سيد "غفر الله لسيد كلامه الذي وسع فيه العبارة" ولكن المداخلة قوم بهت لا يفقهون
بالأخير أقول أنه ينبغي علينا الأخذ في عين الاعتبار أطوار سيد الثلاثة عند محاكمة تراثه..فللرجل مناقب وأفضال وجهاد وصدع بالحق وتقرير لمعاني عظيمة من التوحيد دلس ونافق فيها الكثيرون..وله مواقف بطولية أبداها أمام طاغوت عصره مقررا حقيقة التوحيد عمليا حتى قيل عن كتابه معالم في الطريق أنه أدق وأجمل ما كتب في التوحيد في عصرنا الحديث
وهذا سيد الأسير صاحب الرئة الواحدة ورغم التعذيب الشديد والبرد القارس ورغم اشتعال بؤر الدرن في صدره ورغم استحالة الحياة في تلك الأشبار المعدودة حيث ألقوه كتب للشباب رسالة عجيبة يقول فيها
"أخي ستبيد جيوش الظلام
ويشرق في الكون فجر جديد
فأطلق لروحك اشراقها
ترى الفجر يرمقنا من بعيد"
وكان دائم الإبتسام في وجه سجانيه.. وبالذات ذلك السجان البغيض الذي يسبه في أوقات الصلوات.. فيبتسم له سيد و يمازحه !!
كان يكتب في زنزانته تفسيره الظلال ويمليه على الشيخ الشاب عبد المجيد الشاذلي ويصلان الليل بالنهار في الكتابة ..
يقول الشيخ الشاذلي انه عندما كان يضيق الحال بالاخوة يذهبون إليه فيقول لهم..
"لسنا بطير مهيض الجناح
لن نستذل ولن نستباح
وإني على ثقة من طريقي
إلى الله رب السنا والشروق"
وحينما كان يبصق دما من سعاله كان الأخوة يبكون لأجله كثيرا فيقول لهم سيد وهو صابر محتسب
"أخي إن ذرفت علي الدموع
وبللت قبري بها في خشوع
فأوقد لهم من رفاتي الشموع
وسيروا بها نحو مجد تليد"
فليحرق المداخلة وليمنعوا ما شاؤوا من كتب سيد.. وليحرض رسلان والمدخلي كما يحلو لهم طالما أن الريموت كونترول بيد السلطان..فقد مات عبد الناصر ومات السادات ومات فرج فودة ونصر حامد أبو زيد ومات السجان والجلاد وبقي سيد حيا بيننا..وسيموت المداخلة ويبقى سيد حيا بيننا وهو يهمس لنا "إن كلماتنا ستبقى ميتة لا حراك فيها هامدة أعراسا من الشموع..فإذا متنا من أجلها انتفضت و عاشت بين الأحياء"
فاللهم ارحم سيدا وأجزل له المثوبة واغفر لنا وله واخزي شانئيه أكثر مما هم خزايا يارب
الغد ..

الشعوب المنومة مغناطيسيا!

ﺫﻫﺐ ﺭﺟﻞ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﺭﻩ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺣﺒﻼً ﻟﻜﻲ ﻳﺮﺑﻂ ﺣﻤﺎﺭﻩ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺒﻴﺖ ، ﺃﺟﺎﺑﻪ ﺍﻟﺠﺎﺭ ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻠﻚ ﺣﺒﻼً ﻭﻟﻜﻦ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﻧﺼﻴﺤﺔ :
ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺣﻮﻝ ﻋﻨﻖ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ ﻭﺗﻈﺎﻫﺮ ﺑﺄﻧﻚ ﺗﺮﺑﻄﻪ ﻭﺳﻮﻑ ﻟﻦ ﻳﺒﺮﺡ ﻣﻜﺎﻧﻪ . ﻋﻤﻞ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﻨﺼﻴﺤﺔ ﺍﻟﺠﺎﺭ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻐﺪ ﻭﺟﺪ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﺗﻤﺎﻣﺎً، ﺭﺑَّﺖ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮﻩ ﻭﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻘﻞ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ ﺭﻓﺾ ﺍﻟﺘﺰﺣﺰﺡ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻧﻪ، ﻭﺣﺎﻭﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﻜﻞ ﻗﻮﺗﻪ ﺃﻥ ﻳﺤﺮﻛﻪ ﻭﻟﻜﻦ ﺩﻭﻥ ﺟﺪﻭﻯ، ﻓﻌﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺎﺭ ﻳﻄﻠﺐ ﺍﻟﻨﺼﻴﺤﺔ، ﻓﺴﺄﻟﻪ ﺟﺎﺭﻩ : ﻫﻞ ﺗﻈﺎﻫﺮﺕ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﺑﺄﻧﻚ ﺗﺤﻞ ﺭﺑﺎﻃﻪ؟
ﻓﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﺳﺘﻐﺮﺍﺏ : ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﺭﺑﺎﻁ !
ﺃﺟﺎﺑﻪ : ﻫﺬﺍ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻚ، ﺃﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺤﻤﺎﺭ ﻓﺎﻟﺤﺒﻞ ﻣﺎﺯﺍﻝ ﻣﻮﺟﻮﺩﺍ !
ﻋﺎﺩ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺗﻈﺎﻫﺮ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﻔﻚ ﺍﻟﺤﺒﻞ، ﺛﻢ ﻗﺎﺩ ﺣﻤﺎﺭﻩ ﺩﻭﻥ ﺃﺩﻧﻰ ﻣﻘﺎﻭﻣﺔ !!
ﻻ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﺴﺨﺮ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ، ﻓﺎﻟﻨﺎﺱ ﺃﻳﻀﺎً ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻧﻮﻥ ﻋﺒﻴﺪﺍً ﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﺃﻭ ﻟﻤﻌﺘﻘﺪﺍﺕ ﻭﻫﻤﻴﺔ، ﻭﻣﺎﻋﻠﻴﻬﻢ ﺇﻻ ﺍﻥ ﻳﻜﺘﺸﻔﻮﺍ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺒﻞ ﺍﻟﺨﻔﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻠﺘﻒ ﺣﻮﻝ ﻋﻘﻠﻬﻢ ﺍﻟﺒﺎﻃﻦ،ﻭﻳﻤﻨﻌﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﻟﻸﻣﺎﻡ، ﻭﻗِﺲْ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ !!
ﺗﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺍﻟﺤﺒﺎﻝ ﺍﻟﻮﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺻﻨﻌﺘﻬﺎ ﺣﻮﻝ ﻋﻨﻘﻚ
ﺑﺄﻓﻜﺎﺭﻙ ﻭﺭﺳﺎﺋﻠﻚ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻐﺬﻱ ﺑﻬﺎ ﻋﻘﻠﻚ ﻳﻮﻣﻴﺎً،
ﻭﺍﻧﻄﻠﻖ ﺍﻟﻰ ﺳﻌﺔ ﺍﻷﻓﻖ، ﻭ ﺍﺳﻊ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻛﺒﻬﺎ .

"صفحات من التاريخ" نبذة مختصرة عن تاريخ الدول السعودية الأولى والثانية والثالثة ...

# الدولة_السعودية _الأولى  : قامت الدولة السعودية الأولى بين سنتي 1137 - 1233 هـ ، ويعود أصل السعوديين إلى سعود بن محمد بن مقرن الذي است...