مقال للكاتب عبيدة الدليمي ..
"سيد قطب" كلما ذُكر هذا الإسم إنبرى أتباع العقائد الفاسدة والمناهج المنحرفة للطعن فيه وفي عقيدته والنيل منه ، بل إنَّ بعضهم كرّس كل حياته للحديث عن سيد قطب وتحذير الناس منه كما يفعل بعض شيوخ ما تسمى المدرسة السلفية العلمية الارجائية وعلى رأسهم شيخهم وقائد جحافلهم ربيع المدخلي الذي ألف أكثر من عشر كتب كلها تتكلم وتطعن في سيد قطب "رحمه الله" ناهيك عن فتاواه وفتاوى طلابه ومحاضراتهم فلا يكاد يخلو مجلس من مجالسهم من الطعن في هذا الجبل الأشم .
ولعل الكثيرين يجهلون سبب هذه العداوة من المدخلي والقرضاوي وأتباعهما من المدرسة السلفية العلمية الارجائية ومدرسة الاخوان المسلمين للشهيد سيد قطب حيث عللوا عداوتهم للسيد بأنه يقول بوحدة الوجود وبخلق القران وبأنه يتأول آيات الصفات وبأنه يطعن في الصحابة "رضي الله عنهم" وعلى رأسهم عثمان ومعاوية "رضي الله عنهما" وبأنه يكفر المجتمعات الاسلامية وبأنه عضو في جماعة الإخوان المسلمين وغيرها من التهم التي يعلم من له أدنى حظ من المعرفة بهذا الرجل بأنها تهم باطلة بل انها مضحكة .
فأما قولهم بأن سيد قطب "رحمه الله" يقول بوحدة الوجود أو خلق القران أو يتأول ايات الصفات والذي بنوه على بعض العبارات التي قالها السيد وتأولوها هم بطريقتهم الفاسدة والمعروفة فهو قول تدحضه قراءة بسيطة لظلال القران ومعالم في الطريق وغيرها من مؤلفات سيد قطب "رحمه الله" ، اذ أنّ من المعروف لأبسط طالب علم أن فهم ما يعنيه كاتب معين أو عالم ما بعبارة أو لفظ صدر عنه يكون بمعرفة شاملة لمنهج ذلك العالم واصوله ، والا يمكن لأي شخص يريد أن يطعن بعالم معين أن يجتزئ عبارة أو أكثر من كلامه فتعطي معنى معكوساً لما يريده ذلك العالم على طريقة ( ويل للمصلين ) . وعلى سبيل المثال استخدام الإمام احمد بن حنبل رحمه الله لفظ "مكروه أو أكره" للتدليل على الحرمة ، فمثلا عندما يريد أن يقول في مسألة معينة أنها حرام يقول مكروهة ومن المعروف في أصول الفقه أن لفظ المكروه مغاير تماما للحرام فالمكروه حلال ، والإمام أحمد قال في المتعة :"أكره المتعة" فهل يستطيع أن يأتي طالب علم ويفتي الناس بجواز المتعة ويستدل بعبارة الإمام أحمد ؟!!! أو أن يتهم الإمام احمد بأنه لا يحرم المتعة لأنه قال عنها مكروهة ؟!!! فكيف يقول المدخلي ويردد خلفه الإمعات من أتباعه بأن سيد قطب يقول بوحدة الوجود وهو الذي أمضى حياته وهو يكتب عن التوحيد فلا تكاد تخلو صفحة من صفحات الظلال أو المعالم من الكلام عن لا اله الا الله ؟!!! .
وكيف يُتهم سيد قطب "رحمه الله" بأنه يقول بوحدة الوجود وهو الذي يقول في كتابه في ظلال القران : " والنظرية الإسلامية أن الخلق غير الخالق. وأن الخالق ليس كمثله شيء.. ومن هنا تنتفي من التصور الإسلامي فكرة وحدة الوجود على ما يفهمه غير المسلم من هذا الاصطلاح- أي بمعنى أن الوجود وخالقه وحدة واحدة- أو أن الوجود إشعاع ذاتي للخالق، أو أن الوجود هو الصورة المرئية لموجده.. أو على أي نحو من أنحاء التصور على هذا الأساس.. ) في ظلال القرآن 106/1 ؟!
ولا بد من التذكير هنا أن سيد قطب لم يتناول ايات الصفات بشكل مباشر أو خصصها ببحث علمي مستقل ليرجح فيه رأي مدرسة أهل السنة والجماعة (الاثبات) أو رأي مدرسة التأويل أو مدرسة التفويض ، اذ لو أنه فعل ذلك ورجح رأي الاشاعرة مثلا وأنكر على أهل السنة والجماعة قولهم باثبات الصفات لكان من حقنا أن نسيء الظن فيه وأن نرد عليه رداً عنيفاً يتناسب مع خطورة هذا الموضوع أعني خطورة تأويل صفات الله سبحانه وتعالى ، ولكن السيد لم يفعل ، ولذلك فإن المنهج العلمي يقتضي منا حين نريد معرفة رأي السيد أو قوله في ايات الصفات أن نتتبع ما كتبه سيد قطب بشكل كامل والمتتبع يجزم بأن منهج السيد في الصفات هو منهج أهل السنة والجماعة وهو منهج اثبات الصفات .
وأما ما صاغه السيد بعبارات قد يفهم منها خلاف ذلك فنحمله على ما حمل به الفقهاء والعلماء قول الإمام أحمد في الحرام انه مكروه !
وأما اتهامهم لسيد قطب بأنه يطعن في صحابة رسول الله "صلى الله عليه وسلم" حيث ألف ربيع المدخلي كتاباً أسمّاه "مطاعن سيد قطب في الصحابة" فهو قول يدل على دناءة هؤلاء وخستهم وفجورهم في الخصومة ، فمعلوم أن منهج السيد استقر على ما كتبه بعد سنة 1949م ، ولذلك أعاد سيد قطب طباعة كتابيه "العدالة الاجتماعية في الاسلام" و "السلام العالمي والاسلام" وحذف منهما كل انتقاداته السابقة للسياسة المالية لعثمان ومعاوية "رضي الله عنهما" ليأتي المدخلي واتباعه فينقلوا كلاماً تراجع عنه قائله وهو الموجود في الطبعات القديمة للكتابين أي قبل 1949م !!.
فهل هذه هي الامانة العلمية ؟!! وهل هذا منهج السلف الذي يتشدق به المدخلي وأمثاله صباح مساء ؟ !! علما أن المدخلي أرسل كتابه "أضواء اسلامية على عقيدة سيد قطب وفكره" قبل طبعه الى بكر أبو زيد الذي كان عضواً في "هيئة كبار العلماء" وقتها قبل أن يُفصل منها ليطلع عليه فرد أبو زيد على المدخلي رداً عنيفاً برسالة طويلة وبخه فيها ومما ورد في الرسالة : *نظرت في أول صفحة من فهرس الموضوعات فوجدتها عناوين قد جمعت في سيد قطب رحمه الله أصول الكفر والإلحاد والزندقة، القول بوحدة الوجود، القول بخلق القرآن، يجوز لغير الله أن يشرع، غلوه في تعظيم صفات الله تعالى، لا يقبل الأحاديث المتواترة، يشكك في أمور العقيدة التي يجب الجزم بها يكفر المجتمعات ..إلى أخر تلك العناوين التي تقشعر منها جلود المؤمنين.. عند هذا أخذت بالمطابقة بين العنوان والموضوع ، فوجدت الخبر يكذبه الخبر ونهايتها بالجملة عناوين استفزازية تجذب القارئ العادي إلى الوقيعة في سيد رحمه الله..
* نظرت فوجدت هذا الكتاب يـفـتـقـد: أصـول البحث العلمي، الحيـدة العلمية، منهـج النقد، أمانـة النقل والعلم، عـدم هضم الحق. أما أدب الحوار وسمو الأسلوب ورصانة العرض فلا تمت إلى الكتاب بهاجس..
* رأيت الاعتماد في النقل من كتب سيد رحمه الله تعالى من طبعات سابقة مثل الظلال والعدالة الاجتماعية مع علمكم كما في حاشية ص 29 وغيرها أن لها طبعات معدلة لاحقة والواجب حسب أصول النقد والأمانة العلمية ، تسليط النقد إن كان على النص من الطبعة الأخيرة لكل كتاب.
*لقد نسفت بلا تثبت جميع ما قرره سيد رحمه الله تعالى من معالم التوحيد ومقتضيات ولوازمه التي تحتل السمة البارزة في حياته الطويلة
*ومن عناوين الفهرس ( قول سيد بخلق القرآن وأن كلام الله عبارة عن الإرادة ).. لما رجعت إلى الصفحات المذكورة لم أجد حرفًا واحدًا يصرح فيه سيد رحمه الله تعالى بهذا اللفظ ( القرآن مخلوق )
* لقد طغى أسلوب التهيج والفزع على المنهج العلمي النقدي…. ولهذا افتقد الرد أدب الحوار.
* في الكتاب من أوله إلى آخره تهجم وضيق عطن وتشنج في العبارات فلماذا هذا…؟
* هذه سمات ست تمتع بها هذا الكتاب فآل غـيـر مـمـتـع ، هذا ما بدا إلي حسب رغبتكم ، وأعتذر عن تأخر الجواب ، لأنني من قبل ليس لي عناية بقراءة كتب هذا الرجل وإن تداولها الناس ، لكن هول ما ذكرتم دفعني إلى قراءات متعددة في عامة كتبه، فوجدت في كتبه خيرًا كثيرًا وإيمانًا مشرفًا وحقًا أبلج ، وتشريحًا فاضحًا لمخططات أعداء للإسلام ، على عثرات في سياقاته واسترسال بعبرات ليته لم يفه بها ، وكثير منها ينقضها قوله الحق في مكان أخر والكمال عزيز ، والرجل كان أديبًا نقادة ، ثم اتجه إلى خدمة الإسلام من خلال القرآن العظيم والسنة المشرفة، والسيرة النبوية العطرة ، فكان ما كان من مواقف في قضايا عصره ، وأصر على موقفه في سبيل الله تعالى ، وكشف عن سالفته وطلب منه أن يسطر بقلمه كلمات اعتذار وقال كلمته الإيمانية المشهورة : إن أصبعًا أرفعه للشهادة لن أكتب به كلمة تضارها .
وفي الختام : فإني أنصح فضيلة الأخ في الله بالعدول عن طبع هذا الكتاب”أضواء إسلامية...” وأنه لا يجوز نشره ولا طبعه" انتهى كلام بكر أبو زيد .
ومع ذلك لم يلتفت المدخلي لكلام أبي زيد وأصر على نشر الكتاب !!! .
ولا عجب أن ينبري علماء السوء مثل ربيع المدخلي ليكرّسوا حياتهم للطعن في هذا الجبل الأشم والنيل منه فمن عاش بدينه لا يعجبه من عاش لدينه وكما قيل "ودت الزانية لو ان كل نساء العالم زوان" .
ولا بد من تنبيه القارئ هنا الى أن الشهيد سيد قطب"رحمه الله" المولود سنة 1906م مر بثلاث مراحل في حياته ، المرحلة الاولى في الثلاثينيات من القرن الماضي والتي لم يكن له فيها أي علاقة بالاسلام حيث كان صحفيا كغيره من الصحفيين ، وأما المرحلة الثانية من حياته فهي مرحلة الاربعينيات وهي التي بدأ يقترب فيها من الاسلام فكتب كتابيه "العدالة الاجتماعية في الاسلام " و "السلام العالمي والاسلام " حيث انتقد فيهما السياسة المالية لعثمان ومعاوية "رضي الله عنهما" ، أما المرحلة الثالثة والتي استقر عليها منهجه وهي بعد سنة 1949م وهي التي كرّس فيها حياته للكلام عن لا اله الا الله والتحدث عن وجوب تحكيم شرع الله سبحانه وتعالى ، وهي المرحلة التي قام فيها سيد قطب بإعادة طباعة كتابيه السابقين وحذف منهما كلما يتعلق بالكلام عن السياسة المالية لعثمان ومعاوية {رضي الله عنهما} .
ومن المعروف أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يعذب المسلمين قبل اسلامه ، فهل يستطيع أحد الآن الانتقاص من عمر رضي الله عنه والقول بأنه عذب المسلمين ؟!!! كما فعل المدخلي مع سيد قطب حيث راح ينقل كلاماً تراجع عنه السيد !!! ضارباً بالأمانة العلمية عرض الحائط . .
وأما قولهم بأن سيد قطب يكفر المجتمعات الاسلامية فهو قول من أبطل الباطل لكنه يليق بكذبهم وتدليسهم وتلبيسهم على الناس فكل الذين قرأوا ما كتبه سيد قطب وخاصة في الظلال والمعالم يدركون أن سيد قطب يكفر الحكومات ولا يكفر عامة المسلمين .
فسيد قطب "رحمه الله" قال بأن المجتمعات جاهلية لأنها لا تحكم بشرع الله ولم يقل بتكفير الشعوب وهناك فرق شاسع بين الأمرين ومن المعروف عند العلماء أن أي مجتمع أو دولة لا تحكم بشرع الله لا تعتبر مسلمة وان كان فيها مسلمون ، وعلى سبيل المثال هل يستطيع أحد القول بأن المجتمعات الاوربية ليست كافرة كونها يعيش فيها ملايين المسلمين ؟!! ولكن هل يلزم من اعتبارها كافرة اعتبار المسلمين المتواجدين في الغرب كفاراً ؟ !!! لا يقول بهذا عاقل ، وهذا الذي كان يرمي اليه سيد قطب رحمه الله حين وصف مجتمعاتنا بأنها جاهلية بعد أن تفشت فيها كل صفات الجاهلية من انتشار الربا والزنا والتبرج وتغييب شرع الله سبحانه وتعالى .
ولذلك فالحكم على دولة معينة بانها ليست مسلمة لا يلزم منه تكفير مسلميها وانما يلزم منه تكفير حكوماتها ، وخير ما يرد في هذا المقام قول سيد قطب رحمه الله :" إننا لم نكفر الناس ، وهذا نقل مشوه إنما نحن نقول : إنهم صاروا من ناحية الجهل بحقيقة العقيدة ، وعدم تصور مدلولها الصحيح ، والبعد عن الحياة الإسلامية ، إلى حال المجتمعات الجاهلية ، وأنه من أجل هذا لا تكون نقطة البدء في الحركة هي قضية إقامة النظام الإسلامي ، ولكن تكون إعادة زرع العقيدة ، والتربية الأخلاقية الإسلامية فالمسألة تتعلق بمنهج الحركة الإسلامية أكثر ما تتعلق بالحكم على الناس " .
ولعل من أتفه التهم التي يحاول البعض الصاقها بسيد قطب رحمه الله قولهم بأن السيد يحمل فكر الإخوان المسلمين ، وهو قول لا يقول به منصف أو من عنده أدنى معرفة بفكر سيد قطب رحمه الله ، فالسيد وان كان قد اقترب من الإخوان في فترة معينة وفي ظروف معينة لكن هذا لايجعل منه اخوانياً ابداً ، وقراءة بسيطة لما كتبه السيد تكفي لادراك أن فكره أبعد ما يكون عن فكر الإخوان المسلمين أو عن فكر حسن البنا ، وقد هاجم القرضاوي وهو رمز الاخوان وقائد جحافلهم اليوم سيد قطب في كتابيه "أين الخلل" و "أولويات الحركة الاسلامية" فقال :" في هذه المرحلة ظهرت كتب الشهيد سيد قطب التي تمثل المرحلة الأخيرة من تفكيره والتي تنضح بتكفير المجتمع وتأجيل الدعوة إلى النظام الإسلامي بفكرة تجديد الفقه وتطويره وإحياء الاجتهاد وتدعو إلى العزلة الشعورية عن المجتمع وقطع العلاقة مع الآخرين وإعلان الجهاد الهجومي على الناس كافة والإزراء بدعاة التسامح والمرونة ، ورميهم بالسذاجة والهزيمة النفسية أمام الحضارة الغربية، ويتجلى ذلك أوضح ما يكون في تفسير "في ظلال القرآن" في طبعته الثانية ، وفي "معالم في الطريق"، ومعظمه مقتبس من الظلال ، وفي "الإسلام ومشكلات الحضارة" وغيرها، وهذه الكتب كان لها فضلها وتأثيرها الإيجابي الكبير؛ كما كان لها تأثيرها السلبي". أ . هــــ ( أولويات الحركة الإسلامية ص: 110)
واذن فالسؤال المطروح : لماذا يكرهون سيد قطب ولماذا يلصقون به كل هذه التهم ؟!
لا يخفى على أي متابع أن خصوم سيد قطب لا يخرجون عن ثلاثة أصناف : الصنف الاول من اتباع ما تسمى بالسلفية العلمية والصنف الثاني هم الإخوان المسلمون والصنف الثالث هم دعاة العلمانية والليبرالية والانحلال .
فأما الصنف الاول وهم أتباع مدرسة الارجاء وارثو فكر الالباني وابن باز وابن عثيمين فهم لا ينقمون على سيد قطب لأنه يقول بوحدة الوجود أو خلق القران كما يدّعون او اعتراضا منهم على كلامه في ايات الصفات بل ان المشكلة الحقيقية بالنسبة لهم هو أن السيد يُكفر أولياء نعمتهم وأولياء أمورهم من طواغيت العرب .
واما الإخوان الذين بدأ الكثير منهم يطعن في السيد ويحاول التبرأ من منهجه بعد أن كانوا الى فترة قريبة يتفاخرون باسمه ويعتبرونه واحداً منهم فهم ينقمون عليه لأنهم يؤمنون بالديمقراطية والانتخابات وسيد قطب يكفر من يؤمن بها ، ولذلك هاجم القرضاوي سيد قطب في أكثر من مناسبة وكتاب ووصف فكر السيد بأنه فكر سجون وفكر متشدد ، وكلام القرضاوي هذا صفعة في وجه من يتهم سيد قطب بأنه من الاخوان المسلمين .
واما الليبراليون والعلمانيون فهم لا يبغضون سيد قطب وحده بل يبغضون الاسلام والمسلمين ولانهم يريدون اسلاماً امريكانياً ، اسلاماً يستفتى في نواقض الوضوء ولا يستفتى في نواقض الاسلام .
وختاماً : فإن ما ندين الله سبحانه وتعالى به هو أن سيد قطب هو الذي بذر البذرة الاولى في محاولة اعادة المسلمين الى عقيدة الولاء والبراء والجهاد منتصف القرن الماضي ، وقد أثمرت كتاباته هذا الجيل الذي بدأ ينهض بهذه الأمة من جديد ، هذا الجيل الذي كان السيد موقنا أن بذرته ستكبر وتنبت وتثمره ، وهو الذي كان يقول : " والزرعة قد تسفى عليها الرمال ، وقد يأكل بعضها الدود ، وقد يحرقها الظمأ ، وقد يغرقها الري ، ولكن الزارع البصير يعلم أنها زرعة للبقاء والنماء ، وأنها ستغالب الآفات كلها على المدى الطويل ؛ فلا يعتسف ولا يقلق ، ولا يحاول إنضاجها بغير وسائل الفطرة الهادئة المتزنة ، السمحة الودود .. إنه المنهج الإلهي في الوجود كله .. ( ولن تجد لسنة الله تبديلا ) "
وللمدخلي والقرضاوي وببغاواتهم الذين يطعنون في عقيدة سيد قطب رحمه الله نقول لهم ما قال المعري :
فواعجباً كم يدعي الفضـــل ناقصٌ ....... ووا أسفاً كم يُظهر النقص فاضل
إذا وصف الطائي بالبخــــل مادرٌ ........ وعـيــر قســاً بالفهاهـــة باقــــل
ُ وقال السهى للشمس أنت خفـيـة ........ وقال الدجى للصبح لونك حائــــلُ
فيا موت زر ان الحياة ذميمـــــة ......... ويانفس جدي إن غيرك هازلُ