الأحد، 27 نوفمبر 2016

" المفهوم الخاطئ لقصة الخوارج "


لقد فـُهِم الموضوع بشكل خاطئ جداً عندما حُرِّفت القصة وتوجهت الأنظار من حادثة مقتل عثمان بن عفان إلى قصة علي بن أبي طالب مع معاوية ومسألة تحكيم القران وإقامة الشرع والحكم على المرتدين بما انزل الله ..الخ
والحقيقة باختصار هي أن تسمية "الخوارج" ظهرت فورَ مقتل عثمان.. وكان المقصود بها حينئذٍ أولئك الذين خرجوا على ولي الأمر أو الخليفة فقتلوه. وكانوا يشكلون ثلاث مجاميع من الجيوش قادمة من كوفة وبصرة ومصر.. فاستغلوا وضع المسلمين وقلة عددهم في المدينة لأنه كان زمن فتوحات وموسم حج .. ولحقن دماء المسلمين ضحى الخليفة بنفسه وأهله.. فمنع الصحابة من مواجهة الخارجين عليه أو مقاتلتهم والقصة معروفة..
وأما تلك الطائفة من المنافقين الذين يظهرون في آخر الزمان والذين جاء ذكرهم في بعض الأحاديث فإنهم يختلفون وبشكل كلي عن أولئك الخوارج القتلة من المشركين - العجم - الذين خلقوا الفتنة بين المسلمين في ذلك الزمان وبقيت آثارها إلى يومنا هذا..
والعَجَمْ هم من لا أصل لهم ولا أساس,, أو غير معروفي الهوية أو النسب .. أو كل ما هو غير مألوف أو غير قانوني أو غير شرعي ..مثل ( نكاح المتعة)..

فأوصاف هذه الطائفة المنافقة تطابق تماما أوصافَ أهل الإرجاء وفتنة العصر( المرجئة ) .. 
فهؤلاء المرجئة.. هم الذين يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية.. ويتنصلون من المسؤولية ويتهربون من الواقع ولا يحملون هم الإسلام والمسلمين إلا القليل منهم.. وليس من يقدم نفسه فداءً في سبيل الله والمستضعفين من الناس..
هؤلاء المرجئة.. هم الذين يقتلون أهل الإسلام ويذرون أهل الشرك والأوثان والصلبان.. يتحالفون مع الكفار والملحدين والروافض ويتآمرون ضد المجاهدين ويتجسسون عليهم بحجة ( إرهابي .. ( 
هؤلاء المرجئة.. هم الذين يقرءون القرآن- فلا يجاوز إيمانهم حناجرهم ولا تجاوز صلاتهم تراقيهم لأنهم يقولون ما لا يفعلون.. وهم الذين نحتقر صلاتنا إلى صلاتهم وصيامنا إلى صيامهم.. متشددون قي الدين.. مجتهدون في العبادات أما في مسائل الجهاد - نكتشف أنهم هم المرجفون المثبطون وفي الشدائد قاعدون- تتبدل ألوانهم وترتجف فرائسهم.. تراهم ينكرون الجهاد,, ويتهمون المجاهدين بالخيانة والعمالة ولا يقولون قولة الحق.. 
هؤلاء المرجئة.. يقولون في المجاهدين أنهم أحداث أسنان وأنهم سفهاء الأحلام.. إذاً فبسواعد من يأتي النصر وتكون الغلبة إن لم ينفر للحق فتيان وشباب؟ أبسواعد القاعدين أم بسواعد المستضعفين من النساء والولدان؟
وهل الذين قال فيهم الله تعالى " رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه.. " كانوا رجالاً بأعمارهم أم بأفعالهم؟ وحتى رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال " حالفني الشباب وخالفني الشيوخ "..
ثم يا أهل الإسلام.. أفلا تتدبرون قول الله تعالى " فتية آمنوا بربهم .." أم على قلوبٍ أقفالها..؟
إذاً فالحديث عن حال الأمة وما أصابها اليوم من وهن وضعف كما صحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم حينما قال " يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها..قالوا من قلّةٍ نحن يا رسول الله ؟ قال انتم يومئذٍ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل, ينزع الله المهابة من قلوب عدوكم ويجعل في قلوبكم الوهن.. قيلَ وما الوهن ؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت ".... فهذا الحديث يجعلنا نلتمس الحقيقة بان ضياع هيبة المسلمين كان بسبب الانهزاميين والمرجفين والمارقين والمتملقين وبسبب دعاة الضلالة وعلماء السلاطين.. الذين زرعوا في نفوس الناس الخوف والوجل من الحكام والطواغيت.. وليس بسبب المرابطين في سوح القتال – رهبان الليل وفرسان النهار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

"صفحات من التاريخ" نبذة مختصرة عن تاريخ الدول السعودية الأولى والثانية والثالثة ...

# الدولة_السعودية _الأولى  : قامت الدولة السعودية الأولى بين سنتي 1137 - 1233 هـ ، ويعود أصل السعوديين إلى سعود بن محمد بن مقرن الذي است...