الأربعاء، 24 مايو 2017

تعريف بالقائد خالد بن الوليد سيف الله المسلول ﺭﺿﻲَ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ

خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي فارس وقائد إسلامي، لقَّبه الرسول صلى الله عليه وسلم بسيف الله المسلول، حارب في بلاد فارس وبلاد الروم وفي الشام، وتُوُفِّيَ ودُفن بعدها في حمص.

نشأة خالد بن الوليد

وُلد خالد بن الوليد رضي الله عنه سنة 592م في مكة، وكان والده الوليد بن المغيرة سيِّدًا في بني مخزوم ومن سادات قريش، واسع الثراء ورفيع النسب والمكانة؛ حتى إنه كان يرفض أن تُوقد نارٌ غير ناره لإطعام الناس؛ خاصة في مواسم الحجِّ وسوق عكاظ، ولُقِّبَ بريحانة قريش؛ لأنه كان يكسو الكعبة عامًا وقريش أجمعها تكسوها عامًا، وأُمُّه هي لبابة بنت الحارث الهلالية. كان له ستة إخوة وأختان، نشأ معهم نشأة مترفة، وتعلَّم الفروسية منذ صغره مُبديًا فيها براعة مميزة؛ حيث كان أحدَ الاثنين اللذين يُقاتلان بسيفين في آن واحد هو والزبير بن العوام ويقود الفرس برجليه؛ ولذلك جعلته فروسيَّتُه أحد قادة فرسان قريش.
حياته

إسلامه

إنه كثيرا ما كان يخلو إلى نفسه فيتفكر في الدين ولما أسلم شقيقه سأله رسول الله صلى الله عليه وسلم عن خالد وأنه يأمل في إسلامه. . . , فأرسل إلى شقيقه رسالة يحثه على دين الحق فكان أن فتح الله عليه بالإيمان والإسلام. وقد أسلم هو وعمرو بن العاص حين لقيه عمرو فقال له:((إني ذاهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه والله لنبي وإن الدين الذي بُعث به هو الحق فهيا معي يا خالد لنسلم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم)). فقال له خالد:((إنني ما قدمت إلا لأسلم أنا أيضاً)). وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((اللهم اغفر لخالد بن الوليد كل ما كان منه من صد عن سبيلك قبل إسلامه)).
تسميته سيف الله المسلول

وقي غزوة مؤتة بعد إسلام خالد خرج جيش المسلمين وفيهم زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب وعبد الله بن رواحة القادة الثلاثة ومعهم خالد, وكان قائد الجيش زيد بن حارثة فلما استشهد وتولى قيادة الجيش جعفر بن أبي طالب فاستشهد فتولى القيادة عبد الله بن رواحة فاستشهد في بطولة نادرة. وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أثناء ذلك في صلاته فصعد المنبر ونودي للصلاة فاجتمع الناس فقال صلى الله عليه وسلم للناس:((إن جيشكم الغازي لأرض الشام أصيب زيد واستشهد فاستغفروا له)) فاستغفروا الناس,((ثم أخذ اللواء جعفر حتى استشهد فاستغفروا له)) فاستغفر الناس,((وحمل الراية عبد الله بن رواحة فاستشهد فاستغفروا له)) فاستغفر الناس,((ثم أخذها خالد بن الوليد ولم يكن من الأمراء)) ورفع صلى الله عليه وسلم إصبعه وقال:((اللهم إنه سيف من سيوفك فانصره)). منذ ذلك اليوم سمي خالد"سيف الله المسلول" . وانطلق خالد في هذه الموقعة فنظم صفوف جيشه وأبلى بلاء حسناً في جيش الروم وكان جيش خالد فليل العدد وجيش الروم كثير كان عدد المسلمين ثلاثة ألاف مسلم بينما كان جيش الأعداء مائتي ألف مقاتل, وقد رسم ابن الوليد خطة عبقرية فقام بالانسحاب ثم قام بتبديل في الميمنة والميسرة والقلب من الجيش في ظلام الليل وأمرهم أن يكبروا بأصوات عالية ويحدثوا أصواتاً حتى يدخل في روع جيش الأعداء أن مدداً جديداً وكبيراً قد قدم لجيش المسلمين وكان لهذه الخطة وهذا التغيير أثره في تغيير مسار المعركة وضعف الروح المعنوية في جيش الروم. ثم انسحب خالد في براعة وأحكام وأنقذ جيش المسلمين من أعدائه.
فتح مكة وخالد بن الوليد

في عام فتح مكة جعل الرسولصلى الله عليه وسلم خالداً على ميمنة جيش المسلمين أميراً وكان في مقدمة جيش النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين .
حرب الردة

وبعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ارتد معظم العرب ومنعوا الزكاة وقام بعض الناس بادعاء النبوة "طليحة الأسدي, ومسيلمة الكذاب, وسجاح التميمية, والأسود العنسي" وخرج خالد بن الوليد لمحاربة مسيلمة الكذاب وطليحة ففر طليحة فعاد بني أسد إلى الإسلام وقتل مسيلمة الكذاب وانهزم بنو حنيفة هزيمة عنيفة وقد كان جيش المسلمين ثلاثة عشر ألف مسلم بينما كان رجال مسيلمة حوالي أربعين ألف مقاتل .
خالد وهرمز

أرسل الخليفة أبا بكر الصديق رضي الله عنه خالداً إلى العراق فكان إن جهز الفرس جيشاً بقيادة قائد يجمع بين المكر والخبث هو هرمز, وحين التقى الجيشان بعدما أعد لها هرمز جيداً وحفر الخنادق في بلدة تسمى كاظمة ولكن خالد القائد الخبير تخطى كاظمة واتجه إلى الحفير شمال كاظمة وغربي الأبلَّة فلما لم يجده هرمز في كاظمة انتظره في منطقة تسمى الحفير وأمر جيشه يحفر الخنادق في ذلك الوقت عاد خالد إلى المنطقة الأولى التي تسمى كاظمة وأسرع هرمز بجيشه إلى كاظمة والتقى الجيشان صاح هرمز داعياً خالداً إلى المبارزة, فخرج عليه خالد وانقض عليه كما ينقض القط على الفأر وقتله وهزم المسلمون الفرس وأخذ سيف الله يفتح بلاد العراق ويهزم الجيوش ثم حاصر الحيرة وفتحها .
أبو بكر يرسله إلى الشام

وبعد ذلك أرسل أبو بكر الصديق إلى خالد يأمره بالسير إلى الشام لنجدة جيوش المسلمين بقيادة أبي عبيدة بن الجراح وعمرو بن العاص ويزيد بن أبي سفيان . . . فاجتمعت الجيوش في اليرموك, وأعاد خالد تعبئة جيش المسلمين بخططه العسكرية البارعة وكان المسلمون يتعجبون من كثرة أعداد جيوش الروم. وصاح فيهم خالد:((ما أقل الروم وأكثر المسلمين إنما النصر من عند الله)) .
إسلام ابن تيودورا

وكان فرس خالد يسمى الأشقر فأخذ بزمام فرسه وصاح :((الله . . . الله . . . هبي يا رياح الجنة النصر أو الشهادة)). وفي هذه الموقعة كان قائد الروم يسمى "جرجه بن تيودورا" نادى على خالد وقد أعجب بعبقريته في الحرب وقال له:((أصدقني القول أيها القائد العربي إن الحر لا يكذب هل أنزل الله على نبيكم سيفاً من السماء فأعطاك إياه فبه تهزم من تواجه؟)) فقال خالد:((لا والله إنما هو الإيمان بالله)) فقال ابن تيودورا:((فلماذا وكيف سميت بسيف الله؟)) فرد خالد:((ألا فاعلم أن الله حين أرسل رسوله بالهدى ودين الحق كنت من أشد الناس عداء للمسلمين حتى هداني الله فبايعته وتبعته فدعا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال"يا خالد أنت سيف من سيوف الله")) ولكن قائد الروم ابن تيودورا سأل خالداً بعد ذلك هل من يدخل الإسلام بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم هل له مثل ما كان للصحابة من الأجر والثواب؟ فقال خالد:((نعم وأفضل)) فقال القائد الروماني:((كيف وأنتم السابقون؟)) فقال خالد:((إن من يدخل الإسلام ولم ير نبي الرحمة ويؤمن بالغيب فإن أجره أكبر وأجزل إذا صدقت نواياه وحسن إسلامه)) فصاح جرجه بن تيودورا وهو يتجه بفرسه لينضم إلى جيش المسلمين بجوار خالد:((علمني الإسلام)) ثم نطق الشهادتين وصلى ركعتين لله ودارت معركة كبيرة استشهد فيها "ابن تيودورا" بعد إسلامه . . . وانتصر المسلمون .
وفاته

لقد مات هذا البطل الشجاع على فراشه وكان يود لو أنه قتل في ميدان القتال شهيداً وقد قال وهو يموت:((لقد شهدت مائة ألف زحف وما في موضع جسدي إلا وفيه ضربة سيف أو طعنة رمح أو رمية سهم ولكني أموت اليوم على فراشي حتف أنفي كما يموت البعير فلا نامت أعين الجبناء)) . وهكذا مات خالد بن الوليد ولم يترك إلا فرسه وسلاحه وقلنسوته التي كان بها بعض شعر من شعر النبي صلى الله عليه وسلم .

الأحد، 21 مايو 2017

دولة الخلافة والدولة القومية


دولة الخلافة هي النظام السياسي والاجتماعي المنبثق عن الإسلام، وفيها:
  (1)  الاجتماع على الإسلام، والانتساب للشرع.
  (2)  تحكيم شرع الله.. بحدوده ومقاصده.
  (3)  حمل رسالة الله إلى العالمين، ورفع علم الجهاد.
  (4)  عدم التقيد بحدود الأرض، وفتح البلاد والعباد لعلو شرع الله كنظام.. وحرية المعتقد لمن شاء.
     (5)  التفرقة على أساس الدين لا على أساس اللغة أو القوم أو الجنس أو تخوم الأرض أو اعتبارات أخرى غير اعتبار الدين.
(6)  الولاء والبراء فيها منعقد على الإسلام.. فالولاء لله ورسوله وللمؤمنين.. والبراء من الشرك والكفر والطاغوت والكافرين.
(7)  إقامة الحق والعدل الرباني.. الذي من أجله أرسل الله الرسل، وأنزل الكتب.. والناس كلهم أمام حكم الله وشرعه سواء، ولا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى.
هذه الدولة هي التي أنشأها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وامتدت حتى حكمت من الأندلس غرباً إلى حدود الصين شرقاً.. مرت بفترات انهزام وانحسار في فترة "الملك العضوض" وتنوعت هذه الفترة ما بين الرشد، والظلم والطغيان.. لكن في النهاية بقي كيان "الدولة الإسلامية" كما هو، وكل إصلاحات وتغيير إنما كان يستلزم رفع الظلم.. والعودة إلى الرشد داخل كيان "الدولة الإسلامية" حيث الاجتماع على الإسلام، والانتساب للشرع.
مع مجئ الحملات الصليبية، وقيام الحرب العالمية الأولى والثانية.. سقط كيان "دولة الخلافة" من حيث المعنى والاصطلاح والمضمون والشكل، وتم هدمه نهائياً.. واستبداله بـ "الدولة القومية".
وأصبحت الدولة القومية هي الكيان الشاذ الذي يجمع المسلمين وفيها:
(1)  الاجتماع فيها على أساس القوم، والحدود، واللغة.. والانتساب فيها لـ "العلمانية".
(2)  الاحتكام فيها إلى القوانين الوضعية، فهي الأصل في الحكم والتشريع.
(3)  التقيد بحدود الأرض.. والانتساب لها، فصارت هي "محدد" العلاقة بين المسلمين.
(4)  الولاء والبراء فيها للأرض.
(5)  الهيمنة والتبعية للمحتل الذي أنشأ هذه الصورة من "الدولة القومية".
(6)  التفرقة فيها ليست على أساس الدين.. فالدولة على مسافة واحدة من كل الأديان، إنما التفرقة على أساس القوم والحدود...إلخ.
(7)  لا تحمل رسالة سوى ادعاء العمل على رفاهية القوم، والازدهار الاقتصادي.
هذه الدولة القومية.. على النقيض تماماً من دولة الخلافة الإسلامية، ومناقضة تماماً لرسالة الإسلام، وهدفه.. والطريق الذي يسير فيه.
نشأت الدولة القومية كأحد مخرجات "العلمانية" فإذا كانت الخلافة هي الوجه السياسي والاجتماعي لـ "الإسلام".. فالدولة القومية هي الوجه السياسي والاجتماعي للعلمانية.
ولما تم للمحتل الصليبي تقسيم دولة الخلافة الإسلامية.. وشرذمة الأمة الواحدة، ظن البعض أن المحتل الصليبي قسم دولة الخلافة إلى مجموعة دويلات فحسب! وهذا التصور غير صحيح، المحتل الصليبي دمر فكرة "دولة الخلافة" من أساسها.. ثم فتت الأمة على أساس دين "العلمانية" فجاءت هذه الدويلات التابعة له، وهويتها على أساس العلمانية !!
والعلمانية هو التطور الطبيعي للنصرانية، والوجه الآخر لها.. وهي من أقصى درجات الإلحاد، فلما أفلست النصرانية، وثارت عليها أوربا.. استبدلتها بالوجه الآخر وهو "العلمانية" أي: عبادة الحياة الدنيا وملذاتها، وأهواء البشر - بدلاً عن عبادة البابا والإمبراطور! - وإبعاد أي مكون أو تأثير لـ "الدين" عن وجه الحياة البشرية.. تحت أي ذريعة: كونه مقدس، كونه يُفرق، كونه اختراع...إلخ المهم أن يتم إبعاده، وإطلاق الإنسان من كل قيد.. ووضع الإنسان مكان الإله، فهو المقدس الوحيد!
وانطلق الصليب يُبشر بالدين الجديد "العلمانية" وجعله هو الدين الوحيد المعتمد الذي على البشرية كلها أن تفيء إليها.. واستخدمت كل ما وصلت إليه من علم وتقنية ووسائل اتصال وقوى عسكرية لفرض نمط الحياة العلماني في كل شيء: في المعتقد والتصور، وفي القيم والموازين، وفي الفكر والشعور، وفي النظم السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وفي المأكل والملبس، وفي التعليم والثقافية، وفي الفن والأدب والمسرح والسينما... إلخ.
حتى تكونت شبكة مصالح اقتصادية عالمية تراعها القيم العلمانية، فنمط الغذاء والملبس - مثلاً - الذي تُقره أمريكا، يجري تعميمه على أرجاء الأرض كلها.. وجعله هو القيمة الصحيحة، والمثل الأعلى.. الذي على البشرية كلها تقليده، واتباعه.. ومن تخلف عنه فهو الرجعي القديم الذي فاته ركب التقدم الإنساني !!
وأصبحت "الدولة القومية" هي الصورة الوحيدة المعتمدة للاجتماع الإنساني، وتم إنشاء هيئات الأمم، والمجالس الدولية باختلاف مسمياتها وأهدافها لحماية هذه الدولة.. وهذا الدين.
وفي الدولة القومية المنبثقة عن "دين العلمانية" يصبح "معتقد" الفرد.. حرية شخصية لا تمنع الدولة الفرد ممن ممارسته، بشرط أن لا يتعدى على دين العلمانية.. أو يتجرأ على الخوض في الحياة العامة، فحرية المعتقد للفرد مكفولة بشرط الحفاظ على هوية الدولة العلمانية.. وعدم التعدي على مبادئ الدولة القومية.
وأصبح مسمى "الدولة الدينية" مستقبحاً شنيعاً مقززاً.. هكذا فرضته وعممته الدولة القومية، وجعلته صورة قبيحة مستوحاة من جرائم الكنيسة في العصور الوسطى.. وأصبح الناس أمام فرضيتين: إما "الدولة الدينية" حيث تسلط رجال الدين كما حدث لأوربا في عصورها الوسطى المظلمة.. أو "الدولة المدنية القومية العلمانية" حيث حقوق الإنسان، والحريات والديمقراطية... إلخ، والحقيقة لم يكن هناك ثمة اختيارات للناس، فالدولة القومية فرضت نفسها من خلال الثورات والحروب التي كادت أن تأكل أوربا كلها، ولكن يُقال مصطلح "الدولة الدينية" على سبيل الماضي البغيض الذي هربوا منه وانتصروا عليه..!
وتم فرض هذه الصورة على بلدان الأمة الإسلامية.. وتمت عملية إلغاء وتقويض لمجرد التفكير في بديل ثالث يخرج من رسالة الإسلام واستمر قرابة ألف وثلاثمائة عام وهو "دولة الخلافة".. وعلى المسلمين الالتزام بمبادئ الدولة القومية، وها هم على مبادئها منذ سقوط الخلافة حتى الآن، وورثت الأمة الذلة والهوان، والهيمنة والتبعية للصليب، وضياع الثروات.. ومن قبل كل ذلك ضياع الدين ذاته !!
*  *  *

"صفحات من التاريخ" نبذة مختصرة عن تاريخ الدول السعودية الأولى والثانية والثالثة ...

# الدولة_السعودية _الأولى  : قامت الدولة السعودية الأولى بين سنتي 1137 - 1233 هـ ، ويعود أصل السعوديين إلى سعود بن محمد بن مقرن الذي است...